قالت الباحثة البيئية البريطانية تامزن ريس إن لدى المملكة إمكانات هائلة لتطوير الطاقة الشمسية وإن هذا يتزامن مع طموحات كبيرة في هذا الصدد ، وأضافت بأن الخليج لديه إمكانات هائلة لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض. وذلك عبر استخدام تقنية جديدة تعرف باسم احتجاز الكربون وتخزينه. مشيرة في هذا الاتجاه إلى ان ذلك سيمنع غاز ثاني أكسيد الكربون من الوصول إلى الغلاف الجوي وزيادة حرارة الكوكب. موضحة بأن المملكة لديها الكثير من التكوينات الجيولوجية والخزانات الجوفية الفارغة التي تعتبر مثالية لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون . فإلى نص الحوار : - برأيك ما هي أسباب عدم الاهتمام بالطاقة الشمسية كبديل طبيعي وآمن للطاقة المستمدة من النفط ؟ ** تعتبر الطاقة الشمسية مصدرا للطاقة المتجددة كليا ، وتبدي الدول اهتماما بالطاقة الشمسية وذلك لأنها توفر البديل كمصدر للطاقة المتجددة بدون انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة ، ومع ارتفاع أسعار النفط ، تغدو الطاقة الشمسية تجارة قابلة للحياة على نحو متزايد وتحظى باهتمام الدول لإيجاد سبل تنويع مصادر إمداداتها بالطاقة . - كم يبلغ عدد الدول التي تستخدم الطاقة الشمسية كمصدر لطاقتها الكهربائية ؟ ** حوالي 20 دولة تستخدم أو تنشئ محطات توليد الطاقة الشمسية حول العالم، تقود ألمانيا السوق فتنتج 3,5 جيجاواط ، فأسبانيا 3.4 جيجاواط ، فاليابان 2,1 جيجاواط ، وثمة اهتمام متزايد في الشرق الاوسط بذلك فهناك دول مثل الاردن والامارات العربية المتحدة والضفة الغربية تبحث عن سبل لاستخدام الطاقة الشمسية من اجل توفير مصدر للطاقة أكثر استدامة. - كباحثة ومهتمة في شؤون البيئة والطاقة ما هي قدرة المملكة لانتاج الطاقة الشمسية؟ ** تمتلك المملكة إمكانات هائلة لتطوير الطاقة الشمسية ولديها طموحات كبيرة في هذا الصدد. أنقلها على لسان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي الذي قال إنه يأمل في أن تصبح المملكة مصدرا للطاقة الشمسية على غرار ما هي عليه الآن كدولة مصدرة للنفط . وحيث ان المملكة تستخدم أقل من 5ر0 ٪ من مجمل الأراضي ، فانه يمكن للمملكة العربية السعودية بسهولة تلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة من الطاقة الشمسية، مما يوفر المزيد من النفط المتاح للتصدير ، وكذلك السماح للفائض من الكهرباء ليتم بيعه من خلال شبكة الكهرباء لدول مجلس التعاون الخليجي . - هل برأيك أن دول الخليج مرشحة لأن تكون مخزنا استراتيجيا كبيرا لغاز ثاني أكسيد الكربون؟ ** إن الخليج لديه إمكانات هائلة لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض. وذلك عبر استخدام تقنية جديدة تعرف باسم احتجاز الكربون وتخزينه، حيث يتم من خلالها احتجاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إحراق الوقود الأحفوري ومن ثم إعادة ضخه في خزانات جوفية وتخزينه بصورة آمنة تحت الأرض. إن ذلك سيمنع غاز ثاني أكسيد الكربون من الوصول إلى الغلاف الجوي وزيادة حرارة الكوكب. وتمتلك المملكة الكثير من التكوينات الجيولوجية والخزانات الجوفية الفارغة التي تعتبر مثالية لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون. وبالفعل، تقوم المملكة باستخدام هذه التقنية؛ فقد أعلن الأمير عبدالعزيز بن سلمان في أكتوبر الماضي أن شركة أرامكو السعودية ستقوم باستخدام تقنية احتجاز الكربون عبر ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حقل الغوار لزيادة معدلات استخراج النفط. إن هذا المشروع لم يتم تبنيه بسبب معدلات نضوب الخزانات الجوفية فحسب، ولكن لأن المملكة ترغب في اكتساب الخبرة المتعلقة بتقنية احتجاز الكربون والتي يمكن بعدئذ أن تستخدم في المستقبل في تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون بشكل دائم في الخزانات الجوفية. وقد أعلنا في المملكة المتحدة مؤخرا بأنه سيتم بناء حتى 4 محطات جديدة لاحتجاز وتخزين الكربون على نطاق تجاري. - بكم تقدر كمية غاز ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث في أجواء الخليج العربي؟ ** يقول علماء الأممالمتحدة بأنه اذا وصلنا إلى درجة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون تقدر ب 450 جزءا في المليون، فإننا سيكون بامكاننا احتواء الزيادة العالمية في درجة الحرارة الى درجتين مئويتين. وعلى الصعيد العالمي، هناك حاليا حوالي 386 جزءا في المليون، ونحن نضيف ما يقرب من 2 درجة مئوية في العام إلى الغلاف الجوي. وهذا المعدل يتزايد كل عام في البلدان النامية الكبيرة مثل الصين والهند التي يتزايد استهلاكها من الطاقة. وإذا استمررنا بالمعدل الحالي فإننا نخاطر بارتفاع في الحرارة بأربع درجات على الصعيد العالمي. ولكن هذه الزيادة في درجات الحرارة لن تكون ثابتة في جميع أنحاء العالم. سوف تبلغ الزيادة في درجة الحرارة عند القطبين 15 درجة ، مما يزيد من خطر التسبب في ذوبان الغطاء الجليدي ويؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر. ومن المرجح أن يصل معدل الارتفاع في درجة الحرارة بالمملكة العربية السعودية إلى 6 درجات في المتوسط. وسوف يصبح حدوث العواصف الرملية، مثل تلك العاصفة التي اجتاحت الرياض في شهر ابريل، أكثر احتمالا. وسوف تعاني بلدان أخرى مثل البلدان الأفريقية، والتي تعتمد عليها دول منها المملكة بشكل متزايد في الحصول على الواردات الغذائية، من الجفاف بصورة متكررة أكثر وستصبح الأراضي الصالحة للزراعة بها أقل. أما بالنسبة لبلدان أخرى مثل اليمن، التي تواجه بالفعل حالة كبيرة من عدم الاستقرار، فإنها سوف تعاني من المزيد من عدم الاستقرار بسبب ازدياد النقص في المياه والمواد الغذائية. إن هذا هو الغرض من وراء الحاجة إلى التوصل إلى اتفاق في كوبنهاغن للحد من الانبعاثات واحتواء الارتفاع في درجة الحرارة إلى درجتين (2) مئويتين.