نظام السخرة هو : طريقة إجبار الناس على عمل يؤدنه بدون مقابل مادي لجهدهم ، إنما بإطعامهم طعاما رديئا، أما الكساء فربما ما يستر عوراتهم فقط ، ويعملون في ظروف صعبة للغاية .. في أيام البرد والحر ، ومن ضمن ما قيل عن نظام السخرة في فرنسا أيام الملكية أن الملك لويس السادس عشر كان يأمر الفلاحين بإسكات نقيق الضفادع في نهر السين حيث يقع قصره كي يستطيع أن ينام . يقال أن العمال المصريين الذين عملوا في حفر قناة السويس كانوا يعملون بنظام السخرة ... الرق لا يختلف كثيرا عن نظام السخرة .. وكلا النظامين هما ضد حق الإنسان في العيش الكريم، وضد كرامة الإنسان من أبسط حقوق الحياة الكريمة له ولأسرته. وهذا لا يتحقق إلا بالعمل الذي يقابله راتب مكافئ للجهد المبذول وعدد ساعات العمل المحددة، ومحسوبة فيه الخبرة والشهادة العلمية . هل نظام السخرة صار مجرد ذكرى أليمة للبشر ؟! ذهب وزال كما زالت العبودية؟. لا يخلو العالم من طرق متعددة ومختلفة الأشكال للعبودية أو للسخرة ، وفي بلدان مختلفة منها البلدان المتمدنة ، حيث يستغل المهاجرون غير الشرعيين في أعمال شاقة وساعات عمل طويلة وبرواتب ضعيفة لا تكاد تسد الحاجة، مستغلين ضعف موقفهم القانوني ، كما يتم أحيانا تشغيل الأطفال بمهن مضرة بصحتهم ، ويحرمون من فرص التعليم ، وبناء المستقبل. وفي بلدان العالم الثالث تنتشر عبودية من نوع خاص ، حيث يباع جهد الإنسان مسبقا عبر دين يسدده جهدا ، فينتقل ذلك من الآباء للأبناء ..عندها يتم تشغيل المدين أو أحد أبنائه لفترات طويلة حتى يتم استيفاء الدين ..حاسبين معه الربح المركب . في بلدنا هناك نوع جديد من السخرة ، هذا النوع يتم به تشغيل صاحب أو صاحبة الشهادة العالية، لعمل لا يناسب الشهادة العلمية مستغلين الحاجة للعمل ، بعد أن يلف أصحاب الشهادات العلمية (فيزياء ، كيمياء ،أحياء رياضيات- مع كل فروعها وتخصصاتها البحتة والدقيقة- ) ويتعبون ويملون من التعب ليلجؤوا لتعلم الكمبيوتر بصورة أعمق وأدق ، ثم يطرقون أبواب المعاهد والبنوك وبعض مؤسسات الدولة ، فيعملون بالثانوية العامة ودبلوم الكمبيوتر متخلين عن حلمهم ..وقد يقبلون برواتب متدنية ، ما بين 1500-2000 ريال وفي مؤسسات رسمية يشار لها بالبنان ، جامعات ومستشفيات ، وشبه رسمية بنوك ومؤسسات تجارية وشركات، وعلى وظائف تعتمد على بنود غريبة وعجيبة أو على صندوق الطلبة أوالطالبات .بحسبة بسيطة لا تكاد تسد الرمق لا من جوع ولا سكن ولا كساء. وهو نظام يعتبر نوعاً من نظام السخرة حيث يتم التحايل به على أنظمة الخدمة المدنية والعمل والعمال ، حيث يتم العمل بنظام العقد شريعة المتعاقدين .. وهي شريعة عرجاء واستغلالية . السؤال هنا : هل -حقا- لا نجد وظائف لخريجي كليات العلوم بأنواعها؟.. وهل لدينا فائض حقيقي ؟ وأين لهم أن يعملوا ؟ وهذا أتركه للمقال القادم .