دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض مشاريع تطوير مدينة سدير للصناعة والأعمال، وذلك ضمن حفل نظمته هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية أمس. وقال سموه في كلمته أمام الحضور أتذكر جيدا أننا قبل عدة سنوات كنا نقوم بصيد الحبارى في نفس موقع المشروع عندما كان الموقع في الصحراء والآن بحمد الله ندشن بنفس الموقع مدينة صناعية تخدم الوطن وأصبحت هذه المنطقة مدينة صناعية عامرة توفر فرص العمل لمواطني المحافظة وما جاورها وستكون بمشيئة الله مركزا للنشاط التجاري . لافتا سمو أمير منطقة الرياض الى توجه مجلس منطقة الرياض الى دعم وإنشاء مثل هذه المدن الصناعية، إضافة إلى دعم مدن المنطقة بالكليات والجامعات والمناطق الصناعية من أجل التوطين وعدم الهجرة الى العاصمة في ظل الدعم الكبير من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن . وقد أشاد سموه بالجهود التي بذلتها هيئة المدن الصناعية لتوفير الأراضي الصناعية في جميع مناطق المملكة، وأبدى إعجابه بالمشروع الذي وصفه بالمشروع الإستراتيجي المهم والرافد القوي للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن المشروع يعتبر نقلة نوعية في تأسيس المدن النموذجية. وقدم رئيس مجلس إدارة الهيئة وزير التجارة عبدالله زينل الكلمة الافتتاحية في الحفل تلاه كلمة لمحافظ المجمعة صاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل، ثم تحدث مدير عام الهيئة الدكتور توفيق الربيعة وقدم معلومات تفصيلية عن المشروع الواقع على بعد 120 كم شمال مدينة الرياض على مساحة 264 مليون متر وبطول 32 كم على طريق الرياضالقصيم، وتعتبر أكبر مدينة صناعية تقوم هيئة المدن الصناعية بتطويرها، وتمر بها سكة قطار الشمال الجنوب وسيكون بها ميناء جاف لخدمة المدينة. و تضمن المشروع الذي دشنه الأمير سلمان بن عبدالعزيز يتضمن تطوير المرحلة الأولى والتي تبلغ مساحتها 16 مليون متر مربع، وتستوعب المرحلة الأولى ما يقارب من 600 مصنع، ومن المتوقع أن يعمل في هذه المصانع عند اكتمالها أكثر من 70 ألف شخص. وقد تم البدء بتنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى بمساحة 8 ملايين متر مربع بتكلفة تصل إلى 900 مليون ريال، حيث تم طرح مشروع التطوير على ثلاثة مشاريع رئيسية، المشروع الأول يشمل إيصال الكهرباء وبناء محطات التحويل، والمشروع الثاني يشمل الطرق الرئيسية وجسور الربط مع طريق الرياضالقصيم، والمشروع الثالث والذي طرح أواخر عام 2009 م ويشمل أعمال التسوية وشبكة الطرق، أعمال شبكات توزيع الطاقة الكهربائية، وشبكات تصريف السيول، وشبكات الصرف الصحي، وشبكات المياه وإطفاء الحرائق والمياه المعالجة، إنارة الطرق، الإشارات الضوئية المرورية واللوحات الإرشادية، شبكة الاتصالات وتقنية المعلومات. الأمير سلمان أثناء تدشينه مدينة سدير الصناعية وبهذه المناسبة أشاد وزير التجارة والصناعة رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية عبدالله بن أحمد زينل بالانجازات التي حققتها هيئة المدن الصناعية خلال الفترة الوجيزة السابقة لدعم الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتي تهدف إلى دعم تطوير القاعدة الصناعية بالمملكة العربية السعودية ورفع نسبة دخل القطاع الصناعي في الناتج المحلي إلى 20% خلال الثلاث عشرة سنة القادمة، والتي بلغت 11% عام 2009. وتطرق زينل إلى المشاريع التي تمت خلال السنتين الأخيرتين لتطوير مدن صناعية جديدة مثل جدة الثانية، الخرج، عرعر، جازان، توسعة الدمام الثانية، وتوسعة المدينةالمنورة، وهذه الزيادة في المساحة المطورة خلال سنتين تعادل 60% من مساحة المدن القائمة. كما أشار الوزير إلى دور الهيئة في استقطاب ومشاركة القطاع الخاص لتوفير الخدمات وتطوير البنية التحتية للمدن القائمة والجديدة التي بلغ عددها 18 مدينة صناعية، ومنها مشاريع المياه والمعالجة والتي وفرت على الصناعيين ما يقارب 40% من تكلفة استهلاك المياه، وحققت الهيئة من هذه المشاريع المحافظة على البيئة من خلال معالجة الصرف الصحي والصناعي والاستفادة من المياه المعالجة كقيمة مضافة بإعادة استخدامها في الصناعة والري. كما يعد مشروع المدن الذكية من المشاريع المتميزة لتوفير خدمات الاتصال عالية السرعة وإنشاء شبكات الألياف البصرية لتقديم خدمات المدن الذكية والذي تعاقدت الهيئة مع الشركة السعودية للاتصالات على تنفيذه في المدن الصناعية. كما تم الاتفاق ولأول مرة في المدن الصناعية مع شركة سعودية لتوفير التبريد المركزي بالمدينة الصناعية الثانية بجدة، بالإضافة إلى توفير البخار والطاقة الكهربائية الأمر الذي يجعل من هذه المدينة مدينة نموذجية حيث تتوفر فيها المجمعات السكنية والمراكز التجارية بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية. كما تنفذ الهيئة مشاريع أخرى مثل ربط المدن الصناعية بالطرق السريعة، ومشاريع إيصال الطاقة الكهربائية، ومشاريع تحسين البيئة والتشجير، ومشاريع إعادة التأهيل. الأمير سلمان يستمع لشرح من الدكتور توفيق الربيعة عن مدينة سدير الصناعية وأكد زينل أن مشروع تطوير مدينة سدير للصناعة والأعمال سيحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين بجعل الصناعة الخيار الأول لتنويع مصادر الدخل. كما تقدم سمو الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن فرحان آل سعود محافظ المجمعة بالشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كما شكر هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية وأكد على أهمية هذا المشروع لمنطقة الرياض بشكل عام وخصوصا المحافظات الشمالية في منطقة الرياض ودور المدينة الصناعية في التنمية واستقطاب الاستثمارات إلى المنطقة وإيجاد الفرص الوظيفية للمواطنين، وخصوصاً أنه يوجد بالمنطقة جامعة المجمعة بالإضافة إلى عدد من الكليات المهنية والمتخصصة. ثم قدم مدير عام الهيئة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة عرضا وضح فيه أن مدينة سدير للصناعة والأعمال سوف تقوم بدور حيوي في تنمية المنطقة حيث تم تصميمها على أحدث المعايير الدولية وقد أنجز المخطط العام للمدينة من قبل شركة عالمية متخصصة قامت بتخطيط مدينة صناعية متطورة جداً بالقرب من شانغاهاي في الصين تعتبر من المدن النموذجية في العالم. وبناءً على هذه التجربة تم تصميم مدينة سدير، وقد روعي في التصميم العام في المدينة أن تكون مدينة حضارية تضيف للمنطقة. وتم تخصيص ما يقارب من 60% من مساحة ارض المدينة لمناطق غير صناعية مثل المناطق التجارية والسكنية والترفيهية والتعليمية والتقنية. ويتوقع أن تسهم المدينة في رفع المستوى الاقتصادي للمنطقة بشكل كبير، بعد ذلك شاهد الحضور الفلم الوثائقي لمشروع مدينة سدير للصناعة والأعمال. وفي نهاية الحفل دشن سمو الأمير سلمان المشروع بالضغط على المجسم الثلاثي الأبعاد لمخطط المرحلة الأولى من مدينة سدير للصناعة والأعمال. وبهذه المناسبة صرح مدير عام الهيئة توفيق الربيعة بأن مشاريع الهيئة الهادفة إلى تلبية طلبات المستثمرين واحتياجهم للأراضي والفرص الاستثمارية مستمرة في كل المدن ومنها مدينة الصناعة والأعمال بسدير، وأشار إلى أن الهيئة تعمل على تنفيذ ثلاثة مشاريع مهمة في مدينة الصناعة والأعمال بسدير مشروع تطوير المرحلة الأولى من المدينة الصناعية وتتجاوز تكلفة المشروع 500 مليون ريال ويشتمل على تطوير 8 كلم مربع من الأراضي الصناعية، مشروع محطة كهرباء لتوفير الكهرباء للمرحلة الأولى بمبلغ 137 مليون ريال، مشروع إنشاء الطرق السريعة الرابطة والتي تشمل إنشاء تقاطعات على وطريق الرياضالقصيم السريع وطريق عشيرة. وكذلك تحسين الطريق الحالي بطول إجمالي 22 كيلومتراً، وتكلفة 209 ملايين ريال. وزير التجارة أثناء إلقائه كلمته خلال الحفل كما أضاف الربيعة أن مشروع تطوير الجزء الأول من المرحلة الأولى تم طرحه في أواخر عام 2009 تقدم لتنفيذه 12 شركة من كبرى شركات التطوير بعروضهم المالية والتي تشمل تنفيذ أعمال التسوية وشبكة الطرق، أعمال شبكات توزيع الطاقة الكهربائية، وشبكات تصريف السيول، وشبكات الصرف الصحي، وشبكات المياه وإطفاء الحرائق والمياه المعالجة، إنارة الطرق، الإشارات الضوئية المرورية واللوحات الإرشادية، شبكة الاتصالات وتقنية المعلومات، وسوف تطرح الهيئة قريباً مشروع المياه في المنطقة والذي يشمل توفير مياه الشرب والمياه الصناعية والصرف الصحي والصناعي. وأكد الربيعة أن مشروع مدينة الصناعة والأعمال بسدير سيحدث نقلة كبيرة لمنطقة سدير ويوفر فرص عمل لسكان منطقة الرياض بشكل عام وسكان المحافظات القريبة بشكل خاص. وتوفر الأراضي بسدير يلبي الاحتياج الكبير للأراضي الصناعية بمنطقة الرياض. ويمر بالمدينة الصناعية خط السكة الحديدية (الشمال الجنوب) ويجري التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتطوير ميناء جاف بالمنطقة لتقليل تكلفة النقل من وإلى المدينة، مبينا أن المدينة توفر فرصاً استثمارية كبيرة في مجالات التوزيع والنقل والتخزين والخدمات التجارية. ولفت الربيعة أن توفير الكهرباء في المشروع يتكون من جزءين رئيسيين وهما المحطة الرئيسية جهد 132/8.13 ك. ف وعدد (9) خلايا مفاتيح غازية جهد 132 ك.ف. وعدد (3) محولات رئيسية جهد 132/8.13ك.ف. وبقدرة إجمالية 60 م.ف.أ وعدد (38) مغذي جهد 8.13ك.ف. بالإضافة إلى خلايا الحماية والتحكم والاتصالات، والجزء الثاني خط نقل هوائي مزدوج الدائرة جهد 132ك.ف. وبطول 41 كم لنقل التيار الكهربائي من محطة التحويل الرئيسية رقم (9011) جهد380/132 ك.ف. وصولاً للمحطة في المدينة الصناعية، كما أن تغذية الجزء الأول من المرحلة الأولى بالمدينة الصناعية في سدير بالكهرباء ب 120 م.ف.أ يأتي لتلبية الطلب الابتدائي المتوقع للمصانع. محافظ المجمعة الأمير عبدالرحمن بن عبدالله أثناء إلقائه كلمته خلال الحفل الجدير بالذكر أن المدينة الصناعية بسدير تقع على الطريق السريع بين الرياضوالقصيم عند مخرج عشيرة وتبعد 120 كم شمال مدينة الرياض وتبعد عن القصيم 170 كم، ويمتاز الموقع بمرور سكة القطار المتجه إلى الشمال بمنتصف المدينة، وسيكون هناك محطة رئيسية للقطار داخل المدينة الصناعية ومن المخطط له أن يكون هناك ميناء جاف ومركز أبحاث صناعية. وتعتبر مدينة سدير للصناعة والأعمال من أكبر المدن الصناعية بالمنطقة حيث يبلغ إجمالي مساحتها حوالي 264 مليون م2 وسيتم تطوير الجزء الأول من المرحلة الأولى بمساحة 8 ملايين متر مربع. والمخطط له أن تستوعب أكثر 600 مشروع صناعي. ويتكون المخطط العام للمدينة من مساحات للأنشطة الصناعية والاستخدامات السكنية والأنشطة التجارية والمعارض التسويقية ومركز الخدمات والمرافق العامة والطرق والمستودعات، وتم وضع معايير ومواصفات عالية تختلف عن باقي المدن الصناعية القائمة. والمشروع يتيح لجميع رجال الأعمال الاستثمار في مختلف الفرص المتاحة سواء الصناعية أو السكنية أو التجارية أو الخدمية. ومما يجدر ذكره أن الهيئة تشرف حالياً على 18 مدينة صناعية قائمة في مختلف مناطق المملكة (الرياض 1، 2، جدة 1، 2، الدمام 1، 2، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، القصيم، الإحساء، عسير، الجوف، تبوك، حائل، ونجران، جيزان، الخرج، عرعر). والتي يزيد حجم الاستثمار بها عن 250 مليار ريال ويعمل فيها أكثر من 300 ألف عامل. الدكتور توفيق الربيعة خلال إلقائه كلمته الأمير سلمان خلال إلقائه كلمته الأمير فيصل بن سلمان من بين حضور حفل تدشين مدينة سدير الصناعية