مما لاشك فيه أننا ندرك بكل حواسنا تلك الرسالة النبيلة التي يقوم بها رجل الأمن الذي ينتمي إلى هذا الوطن المعطاء ومدى أهميه دوره في الحفاظ على الأمن ليسود الأمان في كل أرجاء المملكة الشامخة بعد فضل الله ثم اهتمام ولاة الأمر والقيادة الرشيدة التي عملت على تكريس كافة الإمكانات لرجل الأمن حتى يظهر في مظهر حضاري لائق ومميز بين شعوب دول العالم في بلد أودع الله فيها الحرمين الشريفين فأصبحت هذه البلاد قلب العالم الإسلامي النابض. وظهر لنا ذلك جلياً من خلال ملامستنا للواقع الرقي والتطور في التعامل في كافة أجهزة الأمن.. وهل ما يقدمه ولي الأمر والقيادة الرشيدة لرفعة شأن رجل الأمن يكون جزاؤهم منا ما شاهدناه في وسائل الإعلام المحلية من عرضها مسلسلات محلية على وجه الخصوص تشهر برجل الأمن بالتهكم والغباء وقلة الحيلة وقد ظهر ذلك في مسلسل عرض الشهر ما قبل الماضي في إحدى القنوات الفضائية الشهيرة عندما رد أحد الأطفال على استفسار رجل الأمن بأنه يمكن حضوره بدلا من والده وبطريقة سخيفة يملأها الاستهتار والتقليل من هيبة رجل الأمن مستخفاً باستدعاء والده من قبل قسم الشرطة وكذلك ظهر في مشهد متكرر في مسلسل محلي آخر رجل الأمن في موقف فكاهي لم يكن في محله اللائق وكل هذا يبعدنا ويبعد الجيل الجديد عن عدم هيبة واحترام رجل الأمن والجهاز الأمني بكل مستوياته.. فكل ما نشاهده في الوقت الراهن هو غياب الوعي الأمني عن القلة القليلة لبعض فئات المجتمع حيث أن هناك تجاوزات وتعديات قد تشكل الطامة الكبرى عندما يتهاون بها المواطن أو جهاز إعلامي ولا يوليها الاهتمام المطلوب بما لا يدع مجالا للشك سيترك ثغرة لا يمكن تداركها إلا بعد وقت طويل مما يصعب معالجتها وسيكون له الأثر السلبي على الاقتصاد والحضارة والقيم الإسلامية الشامخة التي وضع أساسها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. أما الطامة الكبرى التي تلاحقت خلف تلك الأعمال المشينة التي يرفضها المواطن السعودي الحر هو مشاهدة مشهد البلوتوث الذي تداول بين الكافة عندما قام به جاهل في العقد الثالث من عمره بارتداء ملابس عسكرية رسمية تحمل رتبة ملازم وقام بأعمال منافية للآداب العامة وقد شوهد في مقطع البلوتوث ما يثير الاشمئزاز والغيرة من الكافة على هذا التصرف المشين بزي رجل شرطة سعودي برتبة ملازم وقد تم بحمد الله وتوفيقه بعد تشكيل فريق أمني من شعبة البحث والتحري بإلقاء القبض على هذا الشاب ومن قام بتصويره في وضع مخل بالآداب والتعاليم الإسلامية التي من ثوابت مملكتنا الرشيدة. إذن هناك ضرورة بالاهتمام بالجيل وإعطائهم توصيات وتنبيهات وتحذيرات حيال المخالفات السلوكية في كافة مظاهر الحياة الخاصة والعامة وأتذكر حديث سيدي سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - ورعاه في إحدى المؤتمرات عندما سأل عن دور المواطن فأجاب سموه بكلمات مازالت راسخة في ذهن المواطن وهي ((المواطن هو رجل الأمن الأول)) وهذا تكريم من سموه بمنح رتبة فريق أول لكل مواطن ليؤكد للجميع بأن المواطن لا يقل دوره وأهميته عن دور رجل الأمن الكادح الساهر المواظب في عمله لحماية هذا الوطن بعد الله عز وجل. والسؤال الذي يدور في ذهننا ولم نلق إجابة عليه من وراء هذه الأعمال المشينة التي لا تقل خطورة عن عمل الإرهابيين فكيف استطاع الحصول على هذا الزى الرسمي! ومن دفعه إلى هذا الفعل المرفوض شكلاً وموضوعاً! ولعل الإجابة قد أصبحت تحت يد المسئول وعسى ألا تتكرر مرة أخرى؟ وعندما تتضافر جهود المجتمع ويتوجها متابعة القائمين في وزارة الإعلام قد تختصر العديد من المسافات التي تجعل من مكانة وهيبة رجل الأمن في وضعها الصحيح واللائق.