أتشرف اليوم بالكتابة عن مديرة صرحنا العلمي وربان السفينة سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود، تلك الجوهرة التي لن تفيها هذه العجالة حقها في إبراز دورها الكبير والفاعل في تطور التربية والتعليم في المملكة. فهذه الجوهرة مشت طريقها ولم تتكئ على عراقة نسبها ولم تركن إلى كريم محتدها بل اتخذت من الجد والمثابرة والعمل الدؤوب نبراساً لها لتنطلق من نجاح إلى نجاح بصدق واخلاص وحكمة وتبصر فتبوأت منصب أول عميدة سعودية حيث كانت إدارية ناجحة ومربية فاضلة تتلمذ على يديها أجيال ممن انخرطن في خدمة الوطن، ثم جاء تولِّيها منصب الوكيلة المساعدة للشؤون التعليمية لكليات البنات سابقاً، حيث أدارت شؤون الوكالة بكل عزم واخلاص فكان النجاح حليفها في وضع بصمات أخرى لسموها في مجال التربية والتعليم، وتتوج هذا هذا النجاح بتوليها منصب مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والتي تعد أكبر جامعة نسائية على المستوى العالمي، وكعادتها في العطاء والعمل بلا حدود ولخبرتها العلمية والعملية والتربوية الواسعة سعت لأن تأخذ الجامعة دورها الريادي المأمول منها في إثراء التعليم العالي في وطننا الغالي. ويأبى النجاح إلا أن يتلوه نجاح فكان خبر فوزها بجائزة الشرق الأوسط للمرأة القيادية في مجال التعليم في دبي ضمن فعاليات المنتدى الدولي الثاني عشر لسيدات الأعمال والقياديات والذي نظمته داتاماكس، مفخرة لكل امرأة سعودية وتعزيزاً للثقة التي منحها خادم الحرمين الشريفين (أيده الله) للمرأة السعودية حين أعطاها حقوقها مؤكداً على عدم المساس بتلك الحقوق بها إيماناً منه بأن المرأة لبنة لا يستهان بها في كيان الوطن الشامخ فهي قادرة على المضي قدماً للمساهمة في المسيرة التنموية فكانت النظرة الثاقبة والثقة في محلها، فانطلقت بروح وثابة لا تعرف الملل وعزم صادق لا يعرف الكلل، وإن نيل د. الجوهرة تلك الجائزة لهو خير دليل على جدارة المرأة السعودية وعظم كفاءتها وترجمتها لتلك الثقة. هذه هي المسيرة التعليمية العلمية لسموها فماذا عن الجانب الإنساني، لقد تشرفت بمعرفة تلك الجوهرة عن كثب، إنها لين في غير ضعف وقوة في غير تجبر وحكمة من غير استعلاء واعتداد في غير تكبر وعطاء بلا منّ وتسامح مع القدرة وعمل يغلب القول، وشخصية طيبة، متواضعة تتلمس العدل والإنصاف في عملها، تلك هي بعض ملامح شخصية سموها الكريم. وكما قلت بدءاً لن أفيها حقها في هذه العجالة ولكنها كلمات قد تترجم ما تمثله هذه الشخصية الفذة والتي هي اسم على مسمى، فالله أسأل أن يحفظها وأن يظل النجاح حليفها وأن يسدد على الخير خطاها. إضاءة: إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام * عميدة كلية العلوم بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن