كان يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ربيع الاول يوماً حزيناً لكل اسرة الجميح بصفة خاصة وكل من عرف جدي الشيخ الحبيب عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجميح –رحمه الله- " ابو عبدالله" والذي وافته المنية في ظهيرة ذاك اليوم. والذي كان شعلة مضيئة في اسرة الجميح واحد اعمدة هذا البيت. فقد فقدنا هذا الرجل الذي كان حبيب الضعفاء والمساكين والمحتاجين، وقد لازمته في البيت والعمل وفي السفر فلم اره قط في حياتي يرد طلب موعز او فقير، فقد كان يقابلهم دائما بابتسامته الابوية الحانية مرددا كلمته المحببة الى قلبي "أبشر ما يكون خاطرك الا طيب". حقا لا اجد ما ارثي فيه نفسي أو ارثي فيه كل من عرف هذا الرجل الشهم إلا ما بشرنا به المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم "اذا مات احدكم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به، او ولد صالح يدعو له" اما الاولى والثالثه فلله الحمد اعماله الخيرة وصدقاته الجارية لن تنقطع ان شاء الله بعد وفاته كما كانت حين حياته. وأما ابناؤه وانا منهم فأحسبهم انهم لا ينسوا الدعاء له ان شاء الله ابدا. أما عن الثانية فوالدي الحبيب علمنا ما لم تجد به الكتب ولا الجامعات التي درسنا فيها فقد علمنا معنى ان الدين المعامله فمن لزمه من ابنائه تتلمذ على يده نماذج من المعاملات الانسانية التي أوصى بها نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم، تركت يا جدي الحبيب مكاناً شاغرا في قلوبنا فكل ما حولنا يذكرنا فيك وبعملك الطيب وابتسامتك الحانيه ونظرتك الابوية الصادقة وصوتك الدافئ، رحمك الله يا "ابوي عبدالرحمن" وطيب الله ثراك واسكنك الفردوس الأعلى مع النبيبن والصديقين والشهداء فنعم الأب الحنون كنت.