أبدى الدكتور يوسف الجبر رئيس النادي الأدبي بالاحساء قلقة من انتشار الكراهية في المجتمع السعودي، واصفاً بأنها انفلونزا وغول وكارثة إن حلت في أي مجتمع ، ودعا الكل لضرورة التكاتف والمودة والمحبة . وأضاف د . يوسف في محاضرة له ألقاها في منتدى بو خمسين الثقافي وحملت عنوان " إنفلونزا الكراهية "، وأدارها الإعلامي جعفر عمران أن للكراهية أضرارها على المجتمع كافة وعلى مختلف الأصعدة كالثقافة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية مطالباً المجتمع بالتصدي لها وعدم حمل ثقافة الكراهية لأنها سوف تدمره مشيراً إلى أن الشخص الذي يحمل صفة الكراهية يصاب بانقباض في القلب وضيق في الصدر كما أنه يمتلئ حسداً وغيظاً ويحاول بشتى جهده تشويه سمعة من يكره وتلفيق التهم عليه . واستعرض الدكتور يوسف أعراض الكراهية حيث يتعاطف من يحمل صفة الكراهية مع أعداء من يكره ، ويكرر مواقف الإهانة والحقد الطبقي والاستعلاء والعنصرية وضيق الحياة والشعور بالهم كما أنها تقضي على مواهبه وتبعده عن الحياة كما أنها تشبع الشخص بعناصر الكبر والاستعلاء . وأشار إلى أن من أسباب انتشار الكراهية منها الخطاب المؤدلج في كل مجتمع حيث ينشأ الفرد في بيئة تؤلبه على الآخر كذلك الإحساس بالفشل وكره الناجحين وعدم الاحترام ولا ينال حقوقه كما أنه انتقد دور الإعلام حيث وصف أن له الدور الكبير في انتشار الكراهية وقد استدل الشيخ الجبر أن الإعلام كاد أن يتسبب في أزمة بين دولتين في المنطقة بسبب تافه ودائماً الإعلام وللأسف متشنج يساعد على نشر الكراهية . د.الجبر والشيخ بو خمسين خلال المحاضرة ووجه رئيس أدبي الاحساء انتقاده لبعض الكتاب واصفاً بأن غالبيتهم لا يكتبون للنقد نفسه أو لبناء المجتمع بل لتصفية حسابات مع الآخر مطالباً إياهم بتأليف النفوس ورأب الصدع وذلك لأن الكتابة أمانة ويجب عليهم عدم تصفية الحسابات بل بناء المجتمع . وفي قبالة أعراض الكراهية استعرض الدكتور يوسف صوراً جميلة للرد على الكراهية مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث طالب الرسول بإفشاء المحبة كما أنه قال لا تباعدوا ولا تباغضوا، وهذا دليل على حرص الرسول بعدم انتشار الكراهية في المجتمع المسلم ونقل الجبر صورة رائعة عن زين العابدين حيث لما تلفظ عليه أحد أقربائه بألفاظ بذيئة جاء زين العابدين إلى بيته، وقال إن كنت ما قد قلته فيّ فغفر الله لي وإن كنت ما قد قلته ليس فيّ فغفر الله لك فانكب قريبه عليه واعتنقه طالباً منه السماح . وعزا انتشار الكراهية إلى عدم امتلاك النخب في كل طرف الشجاعة الكافية لقول كلمة الحق ،إضافة إلى وجود خلل في بعض النفوس في فترة التكوين بحيث تصبح لديه الرؤية سلبية والفضول المنتشر حيث يحب التفرج على الفتنة وخطاب الغلو والتطرف حيث ان المتطرف غير طبيعي حيث أنه غسل دماغه ومر بظروف غير طبيعية . وتوصل الجبر في ختام محاضرته التي شهدها لفيف كبير من بينهم الشيخ عادل بو خمسين، توصل إلى حلول للقضاء على انتشار فيروس الكراهية مطالباً المجتمع بالثقة في النفس وعدم التضعضع أمام كراهية الآخرين والتغافل عنها ، وتوسيع دائرة الأصدقاء وطالب بمشروع نشر المحبة والاقتناع بخطأ الكراهية . كما حث على أهمية الانخراط في الأعمال الخيرية كإعانة الفقراء والمعاقين من شأنها ان تقلل من الكراهية والجلسات النفسية والإيمانية ،والارتباط بسماحة الإسلام والتكيف مع واقع الكراهية واعتبارها قضاء الله وقدره معتبراً ما يحصل لك هو قد حصل للأنبياء والرسل .