انتهت مجريات لقاء الكلاسيكو السعودي الذي جمع الهلال بالاتحاد وتغنى الفائزون وتألم الخاسرون ولم يتبقى سوى الأحداث التي رآها جميع المتابعين للقاء الكبير والتي سيدونها التاريخ في سجلاته إذ لا يمكن أن تغض سجلات التاريخ الطرف عن حادثة وقعت على مرأى الكثيرين من محبي كرة القدم السعودية ومتابعيها، ومباراة الخميس لم تخلو كالعادة من الإثارة بشقيها المحمودة منها والسلبية، ولو توقف الأمر عند الإثارة الإيجابية لكان ذلك هو المطلب لكن الأمر تجاوز الإثارة الايجابية ووصل إلى الحدود الحمراء حيث الالتحامات العنيفة البعيدة عن معنى الرياضة والاشتباكات بالأيدي وهو ما لا يقره القانون الرياضي ولا حتى ذائقة المشاهد وضمير المسؤول. وفي لقاء كبار الأندية سقط كبار اللاعبين ولكن الفارق أن عين القانون اصطادت بعضهم مثل رادوي وتكر والهوساوي وياسر وعزيز الذين عوقبوا بقدر أخطائهم؛ كما اصطادت بعض الأخطاء لآخرين وعجزت عن التقاط أخطائهم الأخرى مثل صالح الصقري ولي يونج وأحمد حديد الذي دخل بعنف وبعيداً عن الكرة على السويدي ويلي وتسبب في إخراجه على حمالة الإسعاف إثر إصابة أليمة ونجح في الخروج من خطئه ببطاقة صفراء وحيدة. فيما فات على عين القانون رصد آخرين تمادوا في أخطائهم ولم يمس جانبهم حتى نهاية اللقاء ويأتي على رأس قائمة الجزء الأخير من النجوم الذين سقطوا قائد الاتحاد ولاعب خط وسطه محمد نور الذي مارس عادته في إشعال فتيل الأحداث وخرج منها كخروج الشعرة من العجين. ولو سألت أي متابع للقاء الكلاسيكو عن أبرز أحداث اللقاء لأجاب وبلا تردد هي لحظات التحام اللاعبين، وهي الإجابة المثالية بالطبع إذا لو سارت المباراة بدون أحداث الدقيقة 80 لكانت أقرب ما تكون للمثالية " عدا بعض الأخطاء التقديرية" ولكن تلك الأحداث وأبطالها نور ورادوي أبوا أن تمر دون أن يفسدوها فمن خطأ مشترك بين مهاجم الهلال ياسر القحطاني ومدافع الاتفاق راشد الرهيب احتسب على إثره حكم اللقاء خطأً لمصلحة الأول وبعد نقاش عادي بين اللاعبين تدخل محمد نور بشكل مفاجئ وغير مبرر واعتدى على زميله في المنتخب ياسر القحطاني لتبدأ بعدها شرارة الأحداث ويتدخل بقية اللاعبين وتخرج البطاقة الحمراء لرادوي ومدرب الهلال وجيريتس الذي دخل أرض الملعب لفض الاشتباك، وسلم نور من أي عقوبة كعادته في مباريات عدة شهدت أحداثاً مشابهة ولم يعاقب فيها. السؤال الذي يبحث عن إجابة هنا لما ينجو نور دائماً من تبعات ما يفعل ويعاقب الآخرون؟.