الرياضة أصبحت حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه»دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو رئيس النادي الأدبي في القصيم سابقاً والمفكر الدكتور حسن الهويمل. * ماهو نصيب الرياضة من اهتماماتك..؟ - الرياضة للجميع، وهي ليست حكراً على الشباب، لكنها تحولت الآن إلى احتراف واختصرت في ألعاب محددة مثل كرة القدم، ومن ثم أصبحت شبه وقف على الشباب، وبالنسبة لي فإنني أعيش معها بمشاعري لا بعضلاتي. * أفهم من حديثك أنك لا تمارس أي نوع من الرياضة..؟ - نشاطي يقتصر على المشي فقط، وللسن أحكام. * لكنك بعيد عن الخوض بشجون الرياضة وهمومها..؟ - لا أهتم بالرياضة، إلا عندما يظهر المنتخب السعودي في أي من استحقاقاته الدولية، فأنا أهتم كثيراً ب(الأخضر) حين يلعب خليجياً وآسيوياً، وحتى عندما يظهر في كأس العالم، وللأسف أننا لن نرى منتخبنا في كأس العالم المقبلة، أجد نفسي مضطراً للاهتمام والمتابعة والسؤال عن أحوال فريقنا الوطني، وهذا ينبع من مشاعر وطنية، فأنا كأي مواطن يتفاعل مع منتخبه، وبالطبع فإن ذلك ليس بشاغل رئيس لمثلي. * المنتخب السعودي لازمه الإخفاق مؤخراً..هل تتفق معي بذلك.؟ - يجب أن نعرف ماهية ذلك الإخفاق، ونتعرف على مصدر الإخفاق، سواء كان سوءا في التخطيط، أو أخطاء مدرب، أو تقصير لاعبين، فهذه الأمور تشغل بال أي محب لمنتخب بلده..؟ * وكيف يمكن تقويم المنتخب وإعادته لمساره الصحيح..؟؟ - لا يمكن لأي فريق أو منتخب أن يسير بشكل متصاعد على الدوام، والمهم أن يستفيد فريقنا الوطني من الإخفاقات، وأن نراجع حساباتنا، ونعيد بناء خططنا، أجد أن المكاشفة واعتبار ما حدث درساً، أول خطوة من أجل العودة للمسار المتصاعد، ليس مهما أن نخفق، بقدر أهمية مراجعة الحسابات. * وماذا عن اهتماماتك على صعيد الفرق..؟ - المؤكد أننا نعيش ضمن دوائر عدة، دائرة فرق القصيم، ومن ثم الفرق الكبرى كالهلال والنصر، ومن ثم دائرة المنتخب، وهي الدائرة الأكبر التي تحتوي الجميع، فرق القصيم تهمني كثيراً، وتحديداً الرائد والتعاون، فهما يمثلان بريدة، وأتطلع لأن يصلا لمراكز مشرفة، ألاحظ أن ثمة إنفاقا وبذلا سخيا وجهودا تبذل لأنديتنا، ومما يسوء أن يخفق الناديان ولا يرتقيان للمراكز العليا. * ولأي الناديين تنتمي؟ - أؤمن بأن الرياضة فن، ولهذا فهي تهمني، ولست مهتما بكياناتها. * رياضي –ثقافي – اجتماعي، عبارة تعتلي كل مقرات الأندية، هل فعلاً كذلك..؟ - بالنسبة لي، فقد عملت بالأندية الرياضية، حين كنت شاباً، وتعاونت مع مكتب القصيم، ونظمنا حينها أنشطة ثقافية، يهمني دائما أن تتحدد المجالات لأن الأندية مثابة للشباب، بصراحة لا أريد أن تحتكر الرياضة في كرة القدم، وأن يتجه الجميع لمدرجات الملعب فقط، نتطلع لتعدد الأنشطة، ونتمنى أن تفعل الجوانب الثقافية وأن تكون الأنشطة متعددة. * ومتى سيعود الأدباء والمثقفين لمسارح الأندية الرياضية..؟ - إذا فتحت القنوات أمامهم، وجسرت الفجوات، فلا أظنهم سيمتنعون عن إحياء الأمسيات الثقافية والشعرية والقصصية، أجزم أن ذلك سيكون. * المعروف عنك اهتمامك بالإعلام المقروء، ما تقييمك للإعلام الرياضي، ودوره في النهوض برياضتنا..؟ - أهتم كثيراً بمتابعة الصفحات الرياضية، عندما تثار القضايا الساخنة، وأنهمك في البحث عن الحقائق، وتعاطي الإعلام معها بحثاً عن الحقيقة فقط، وما يثير انتباهي أن الصحفي الرياضي ينطلق إلى أن يكون إعلامياً مميزاً، لأنه اعتاد الحرية والمكاشفة والشفافية، قبل أن يذهب لاهتمامات ومجالات صحافية أخرى. بالنسبة لتعاطي الإعلام مع القضايا المهمة، كلنا نعرف أن ثمة تعصبا يطفو على السطح، والتعصب يكون إيجابيا حين لا يكون هناك تعد على حقوق الآخرين. * هل تتفق مع من يؤكدون أن الرياضة أصبحت صناعة في الآونة الأخيرة..؟ - ألاحظ أن الاحتراف بات السمة البارزة في الرياضة، فضلاً عن الاستثمار، نحن لا نستطيع أن ننفصل عن السياق العالمي، لابد وأن نساير الركب بقدر، وأن نتفادى أي خلل ينعكس سلبا على رياضتنا، لا أن نكون نشازاً في سياق الثقافة الرياضية. * لو شُكل فريقاً للأدباء، في أي مركز تجد نفسك..؟ - لا أجد نفسي سوى مع المتفرجين في مدرجات الملعب، لا أملك قدرات أستطيع من خلالها مساعدة فريقي على النصر.