منذ أن فاز عبده خال بجائزة البوكر العربية للرواية عن روايته" ترمي بشرر"، كان الاحتفاء والحديث عن الرواية في المملكة، هذا الاحتفاء يتحقق بتوزيع الرواية في معرض الكتاب، ونفادها، ومن ثم الكتابات المتعددة في الصحف احتفاءً بالفوز، ويتوج ذلك رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة للحفل التكريمي الذي من المقرر أن أقيم مساء أمس في النادي الأدبي الثقافي في جدة، عبده خال يستحق هذه الجائزة وهذا الاحتفاء، من جانب آخر هذه رسالة مهمة للاهتمام بالعطاء الإبداعي في المملكة، للأسف في سنوات ماضية كان الإبداع وبالذات الإبداع السردي من قصة ورواية ومسرح آخر اهتمامات المؤسسات الثقافية، ربما في السنوات الأخيرة بعض الأندية الأدبية بدأت تصدر بعض الأعمال القصصية بتوسع مع إتاحة الفرصة للكثير من الأسماء الشابة، وبالطبع أنا لا أقول إن الأندية لم تكن تطبع الأعمال السردية، وأنا أحد المستفيدين منها، ولكن كان السرد في آخر القائمة، وكثير من الأعمال الإبداعية توقفت عند الطبعة الأولى، وبقي بعضها في مستودعات الأندية الأدبية، أو نفد مع الزمن، عموماً بكل تأكيد الاهتمام بالنشر تحسن إلى حد كبير، نأتي إلى أمر آخر وأعتقد أنه مهم، وهو عدم المتابعة النقدية للأعمال الإبداعية، نحن نتفق بأنه لا يوجد نقد مطلقاً في المملكة، ولا يوجد متابعة صحفية للأعمال الإبداعية، مئات الروايات صدرت في السنوات الأخيرة، وضاع الجيد بين الأعداد الكبيرة الرديئة ، أو محاولات الكتابات الأولى، ربما لو أن عبده خال نشر روايته عن طريق إحدى دور النشر المتواضعة، لما قرأت، ولما رشح للبوكر، حتى الأعمال الأخرى التي رشحت في القائمة التمهيدية، لأميمة الخميس وعبد الله بخيت، لو لم تكن دور النشر التي أصدرت رواياتهما جيدة ولها حضورها على المستوى العربي، لما عرفت، لذا ليكن فوز عبده خال منعطف مهم للإبداع في المملكة، يجب أن يكون هنالك تصفيات لمعرفة من هو أو هي الكاتب الجيد، ومن الكاتب الدخيل الذي كتب للتقليد أو الشهرة،ما هو العمل الجيد الذي يستحق وما هي الأعمال التي من الأفضل توضع في الغربال، وقبل ذلك يجب أن يبنى ذلك على الاحترام للإبداع بعيداً عن الشللية، التي عانينا منها في الأيام الأخيرة، فالإبداع سيبقى، والقارئ هنا في المملكة وفي العالم أجمع لن يكون منصفاً أو محترماً لإبداعنا إذا لم نكن نحن كذلك، ويكفينا شرفاً أن يرعى وزير الثقافة تكريم المبدع عبده خال الذي نحترمه كثيراً ونحتفل معه بهذا الفوز.