تلقت مؤخرا جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خبر موافقة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله ورعاه-على تسمية مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بالجامعة ليكون باسم "مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات". لذا فإنه يحق للجامعة أن تعيش فرحة عامرة وسعادة غامرة بهذا الخبر المبهج الذي وقع على نفوس مجتمع الجامعة وقعا إيجابيا منقطع النظير. إن هذه التسمية الجديدة بيان واضح لدور الجامعة في إثراء الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات؛ ذلك الدور الريادي الذي توج بموافقة خادم الحرمين الشريفين –أيده الله-على تسمية المركز باسمه الكريم، وتلك أمانة عظمى ومسؤولية كبرى تتوجب تمام الإخلاص لله عز وجل أولا ومن ثم لقادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم مليك البلاد المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم وبارك في جهودهم. لاشك أن جهود خادم الحرمين الشريفين –رعاه الله-في نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والحضارات ومختلف الثقافات ظاهرة للعيان، وهي جهود محلية وإقليمية ودولية كبيرة جدا، تستوجب إمعان النظر واستلهام العبر من تفاني تلك الجهود الخيرة في تحقيق السلام والأمن والأمان والوئام على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وما مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان إلا شاهد واحد على تلك الجهود المثمرة والبناءة التي تنم عن حرص كبير وتفان عظيم على نشر مبادئ التفاهم والتعاون العميق بين البشرية خدمة للحق وإظهارا للحقيقة... نفع الله بتلك الجهود وباركها ووفق لتؤتي أكلها وتقطف ثمرتها يانعة مثمرة في القريب العاجل. والمركز- الذي أنشئ حديثا وتمت الموافقة السامية على أن يحمل اسم ملك البلاد المفدى مؤخرا-يضم ست وحدات، هي وحدة النظم الإسلامية ووحدة الشباب ووحدة الأسرة ووحدة حقوق الإنسان ووحدة مكافحة الإرهاب ووحدة حوار الحضارات. تعمل هذه الوحدات على تحقيق التنوع والتميز في الدراسات المتخصصة والبرامج الحوارية بجودة عالية، وتعزيز التنافسية بفاعلية تتناسب مع مكانة المملكة ومسؤوليتها في تفعيل الدور الحضاري وتأكيد التفاهم الثقافي، ليكون المركز مثالاً يحتذى محلياً وإقليمياً ودولياً، متمسكين بالمنهج النبوي الوسطي، سائلين الله عز وجل التوفيق والسداد وأن نكون عند حسن الظن. ويشرفني تقديم عظيم الشكر والتقدير وجزيل العرفان والامتنان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه الموافقة الملكية الكريمة وعلى هذه الثقة الملكية الكبيرة المتمثلة في الدور المنتظر لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتفعيل عالمية الحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات. والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشكر موصول لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومعالي نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية لما تلقاه الجامعة من دعم غير محدود وما خصا به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات من جهود كبيرة. كما أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي مدير الجامعة رئيس مجلس المركز الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على جهوده الخيرة ودعمه المتواصل في تذليل الصعاب وتوفير كافة وسائل الدعم لتحقيق الريادة وإثراء الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. * عميد مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية