في الوقت الذي يقود فيه خادم الحرمين الشريفين عجلة النهضة التي يشهدها القاصي قبل الداني ولا يغمضها حقها إلا حاسد من خلال برامج طموحة وثابة ابتداء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مرورا بموهبة وبادر وتقنية النانو وكراسي البحث العلمي وتحديث المناهج في وزارة التربية والتعليم والتوسع في عدد الجامعات وجامعة الأميرة نورة انتهاء وليس بآخر أودية التقنية - أقول في خضم هذه الثورة العارمة التي حتما وبإذن الله سوف تنقل المملكة لتصبح بلدا متقدما يكون ميزته الاقتصاد المعرفي في أوج هذا كله نجد أن هناك تقليدية في التعليم في جامعة الملك سعود وأتمنى ألا تكون بقية الجامعات كذلك. هذه التقليدية تتمثل في عدد السنوات التي يقضيها طالب وطالبة الماجستير لنيل الدرجة. وأيضاً تتمثل بالطريقة التي تكتب فيها رسالة الماجستير حيث لا يتخرج الطالب إلا بعد ما يكتب عددا ليس باليسير من الصفحات تتجاوز المائة صفحة ولربما وصلت إلى مائتي صفحة أو أكثر حتى تقبل رسالته للمناقشة النهائية. لذا نجد أن الطالب – الطالبة يقضى وقتا ليس بالقصير في كتابة أطروحته وبالذات بما يسمى المراجعة الأدبية التي ما هي إلا حشو فيه من الغث الشيء الكثير والذي قد لا يفيد كثيرا. وللأسف الشديد عند مناقشتي هذه النقطة بالذات مع احد الأساتذة اجابني بقوله معليش لقد جرت العادة على أن تكون الرسالة بهذا الحجم. إذا لم تكن الرسالة بهذا الحجم قد يغمز ويلمز الطالب ولربما مشرفه. أقول ياللعجب قد جرت العادة (هكذا قيل لى) والعادة هذه مستمرة ولا اعلم متى ستنقطع؟ العادة جارية فى هذا الزمن؟ ا لربما هذه العادة عمرها بعمر الجامعة ولم تتغير أو تنقطع. هل يعقل أن تبقى هذه العادة إلى هذا الزمن – زمن الثورة على التعليم التقليدي والحشو الغير مناسب. المفارقة العجيبة التي ألحظها وأود التركيز عليها هو أننا في الزمن الذي نشهد فيه ثورة رهيبة في المباني وكراسي البحث العلمي في الجامعة والتي يقودها معالي رئيس الجامعة والتي تحسب له وهو يحاول جاهدا الأخذ بزمام المبادرة أقول في وسط كل هذا الحراك نجد من يقول لنا لقد جرت العادة. هذه العادة التي اسأل الله أن يتوب علينا منها لا تؤدي بالضرورة إلى منتج عالي الجودة وإنما قد تكون على العكس من ذلك ومن مساوئها تأخير تخرج الطالب إلى ما يزيد على ثلاث سنوات – الملل قد يصيب الطالب أو الطالبة جراء الحشو المعلوماتي الذي هو موجود في المراجع والأخطر والاهم هو خسارة الوطن لمجهود هذا الطالب أو تلك الطالبة نتيجة التأخير على مقعد الدراسة. إذا الخاسر الأكبر هو الوطن. هذا الوطن الذي يقوده الملك الصالح نحو اقتصاد معرفي هذا الوطن الذي يقوده الملك الصالح نحو العلياء ونحو التخصصية ونحو الإنتاج. أتمنى على معالي رئيس الجامعة وهو الرجل الذي لم تشهد جامعة الملك سعود حراكاً بحجم هذا الحراك الا في زمنه أتمنى عليه أن يلقى بالا على ماجرت عليه عادة الجامعة حتى نجد إبناءنا وبناتنا وقد نهلوا من العلوم المفيدة وأبدعوا حتى يقوموا بدورهم المرتجى منهم في مسيرة وطن غالٍ بقيادة رجل حكيم فى الوقت المناسب وحتى لا تكون العادة إشكالية قد تحد من هذا الحراك البديع الذي تشهده الجامعة. * عالم أبحاث مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث