بدعوة من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي ألقى الروائي السوري نبيل سليمان محاضرة بعنوان (الرواية والتاريخ) والتي أهداها إلى روح الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان، حيث أوجز نبيل سليمان مراحل ظهور هذا الفن في الساحة الثقافية العربية بدءاً من جرجي زيدان، ونجيب محفوظ، مروراً بتجربة فارس زرزور في روايته (لن تسقط المدينة) وصدقي إسماعيل في روايته (العصاة) وظهور الأديب العالمي جورج لوكانتش في نظريته عن الرواية التاريخية، وكيف أسس ذلك لنشوء جهاز نظري حول هذا النوع من الروايات، وأضاف سليمان: بعدما اقترفت فعل الكتابة، وعلى وقع ماتراكم في حياتي من أحداث، وما تراكم في المنطقة من هزائم متكررةعلى كل الأصعدة، تشكلت لدي اسئلة بسيطة، والإجابة عنها معقدة في الوقت ذاته .. ما الذي يجري من حولنا ؟ وهو مادفعني لأنبش بعيداً في تاريخنا، ومصطلح (الحفر الروائي في التاريخ) وهو ما أعتمده بديلاً لمصطلح (الرواية والتاريخ) المتداول، واعترف سليمان في محاضرته التي اتخذت شكل شهادة لتجربة إبداعية، أن المؤرخ يخفق حين يمارس دور الروائي، والعكس صحيح أيضاً، لعدة أسباب أيضاً منطقية تحكمها المسافات الشاسعة بين علم التاريخ، وفن الرواية، ثم تطرق نبيل سليمان لرباعيته الروائية (مدارات الشرق) التي ذهبت بعيداً في أعماق التاريخ لمنطقة بلاد الشام، وجلست عند وجوه عايشت أحداث تلك الفترات المعقدة من حياة المنطقة، وهكذا فقد صدرت الرباعية لتتحدث بطريقة أدبية تقارب بين مفهومي الجمال الأدبي، والواقعة التاريخية، وتحمل بين طياتها حياة أناس تلك المنطقة العربية من عادات وتقاليد وأزياء وتفاصيل يومية، وحول الأسئلة المشروعة التي تطرح في عالم النقد الأدبي حول جدوى العودة إلى التاريخ في الكتابة الأدبية قال سليمان : إن سؤال أليس في الحاضر ما يشغلكم ؟ والموجه لكتاب هذا النوع الأدبي، يأتي جواب انسداد الأفق الحاضر والمستقبل المجهول الذي يدفعنا للحفر في الأساسيات علنا نكشف سر هذا الداء السرطاني المخيف الذي تعيشه الأمة.