في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى ألقى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمته وخاطب بها شعبه شاهده ملايين واستمع إليه ملايين وقرأتها ملايين أخرى. كلمة صادقه طموحة وواعدة كفيلة بأن تزرع الثقة في نفوس الجميع لما يقودنا إليه هذا القائد وما يدعونا له وينتظره منا كشعب. الملك عبدالله قال عبارة واحدة معبرة لو التزمنا بها كشعب أفرادا ومؤسسات لارتقينا معه لحجم تطلعاته ولاستطعنا أن نعطيه حقه علينا كقائد للمسيرة ( الوطن للجميع) شعار جميل وقوي يلخص مفهوم المواطنة وحقوقها. ولو طبقنا هذا الشعار واعترفنا في قرارة أنفسنا بأحقية أصحابه فيه لأنقذنا أنفسنا مما كنا نشتكي منه أو نكره وجوده فينا. ولو أقر كل واحد منا بأن الوطن للجميع في كل مهمة أوكلت إليه وكل أمانة اؤتمن عليها كبرت أو صغرت لتحقق المراد ، فالوطن للجميع وليس لفئة دون فئة ولا لأبناء منطقة على حساب أخرى ولا لجنس دون آخر. ومواطنتنا تعطينا هذا الحق الذي نغيبه بوعي منا أو بدون وعي عندما نستمع لتلك الأصوات المبررة التي تبيح لنا أن نفضل في اختياراتنا ونفصل فيها بناء على قناعاتنا أو التزاماتنا تجاه انتماءاتنا على حساب الكفاءة والمصلحة الوطنية. يجب علينا أن نعترف بأننا في بعض ممارساتنا ننسى هذا الشعار ونستسلم لضغوط أخرى ورواسب تؤثر في عدالة تصرفاتنا وسلوكنا واختياراتنا فنحن للمنطقة وللقبيلة وللمصالح الخاصة، ونتجاهل تماماً أن الوطن للجميع ومن حق كل مواطن أن يتنعم ويستفيد من خيراته. وطننا للجميع للطفل فيه حق مساو للشاب وللشيخ. للمرأة وللرجل لو عممنا هذا المبدأ وتبنيناه لما سمعنا أصواتا تشتكي الظلم أو الغبن. لكننا ومع الأسف لا نزال كشعب كمجتمع كأفراد نحمل النعرة ذاتها التي حذرنا منها المصطفى صلى الله عليه وسلم وسعى لمحوها ديننا الإسلامي. ولا يزال فينا من يشكك في داخله بصدق هذا الشعار وعدالته . حتى لو ادعينا المثالية وأنكرنا الواقع ورفعنا لوائح الأنظمة التي وضعت لتضمن تحقيق الشعار فإننا لن نستطيع أن نحجب الحقيقة بأننا كأفراد لم ننعتق بعد من مؤثرات انتماءاتنا التي تحرضنا على تطويع لوائح النظام لقناعاتنا ورغباتنا وليّ أدواته لتنتزع حقاً في وظيفة، في ترقية، في نقل، في منحة أو انتداب وتلقي به لأحضان من نرغب به أو تبرر لنا مسوغاتنا الانتمائية بأحقيته . ولنكن صادقين مع أنفسنا ولنتفحص من حولنا ونسألهم إذا كان جوابهم يؤكد بأن الوطن للجميع فبماذا نبرر إذاً تصرفاتهم؟ فلنضم صوتنا لصوت قائدنا الملك عبدالله سدّد الله خطاه ونمدّ أيدينا لتسانده ونحقق المعنى الحقيقي الذي وراء الشعار (الوطن للجميع وليس حكراً على أحد)!!