فيما لم يزد رد الفعل الاميركي على مخططات (اسرائيل) الاستيطانية عن الشجب والادانة، كشفت معطيات اسرائيلية أمس النقاب عن وجود نحو خمسين ألف وحدة استيطانية جديدة في مراحل مختلفة من التخطيط والاقرار للبناء في احياء القدسالمحتلة الواقعة خلف الخط الاخضر. وذكرت جمعية "عير عميم" (مدينة الشعوب) التي تتابع أعمال التوسع الاستيطاني، ان نحو 20 الف وحدة توجد حاليا في قنوات التخطيط والاقرار الرسمية، بحيث ان المخططات الاكثر تقدما باتت تنفذ عمليا. وهناك نحو 30 الف وحدة أخرى لا تزال في المرحلة التي لم ترفع فيها الى لجان التخطيط. وحسب ما أوردته صحيفة "هآرتس" أمس فان من بين هذه المخططات المخطط الذي تعمدت (اسرائيل) الاعلان عنه الثلاثاء الماضي اثناء استقبالها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن، والقاضي باقامة 1600 وحدة استيطانية في "رمات شلومو". ونقل عن مسؤولي التخطيط في بلدية الاحتلال في القدس الزعم " انه وخلال السنوات الأخيرة علقت القدس في وضع تكون فيه الامكانية الوحيدة لتنمية المدينة في اتجاه الشرق فقط، لان امكانية التنمية في اتجاه الغرب استبعدت بعد ان ألغيت خطة صفدي، وهي خطة بناء واسعة النطاق مخططة لمنطقة الجبال غرب القدس، قبل ثلاث سنوات بضغط من تحالف منظمات الخضر. كما ان البناء المكثف داخل الاحياء القديمة في القدس اصبح اشكاليا بسبب اعتبارات منع البناء الى الاعلى، وحماية المباني والشوارع التاريخية والرغبة في عدم المس بجودة الحياة. ويتبين من المعطيات التي جمعتها جمعية "عير عميم" ان المخططات الكبرى الموجودة في سياقات الاقرار المتقدمة هي في "جيلو (نحو 3000 وحدة) "هار حوما" (نحو 1500)، "بسغات زئيف" (1500)، "جفعات همتوس" (3500)، رموت (1200)، "ارمون هنتسيف" (600) و"نفيه يعقوب" (450). كما توجد عدة مخططات مستقبلية واسعة النطاق ليست على جدول الاعمال في هذه اللحظة، مثل الخطة لاقامة حي "جفعات يعيل" جنوبالمدينةالمحتلة، والتي تضم 13 الف وحدة استيطانية. واشارت الى وجود مخططات ليست في مرحلة متقدمة وهي المخططات لاقامة مستوطنة "عطروت" شمال القدس، والتي خطط لها كي تكون مستوطنة اصولية، ولكن مؤخرا قرر رئيس بلدية الاحتلال نير بركات، تجديد المنطقة الصناعية في المكان وعدم بناء حي سكني. واكدت "عير عميم" ان من يدفع بهذه المشاريع الى الامام هو الدولة، بواسطة مديرية ما يسمى"اراضي اسرائيل" ووزارة الاسكان. وكذلك هناك جهات تجارية خاصة، مثل شركة "غفعات يعيل" او اوساط سياسية خاصة، مثل الجمعيات الاستيطانية، التي تبني في قلب الاحياء الفلسطينية بالقدس. ونوهت الى ان الجمعيات الاستيطانية تدفع الى الامام مثلا بمخططات لتوسيع مستعمرة "معليه زيتيم" في راس العمود، من 60 وحدة سكن حاليا الى اكثر من 200. بدورها، رات اورلي نوي من جمعية "عير عميم" ان البناء الاسرائيلي شرق القدس يتوزع على ثلاث دوائر حسب مدى "التفجر" فيها: "الدائرة الاولى والاكثر تفجرا هي داخل البلدة القديمة، الدائرة الثانية هي المستوطنات الايديولوجية في قلب الاحياء الفلسطينية في الحوض المقدس، والدائرة الثالثة هي توسيعات لاحياء استيطانية قائمة في الشطر الشرقي من المدينة". واكدت نوي ان الدوائر الثلاثة مجتمعة "ستنقل اسرائيل الى ما وراء نقطة اللاعودة بالنسبة لحل متفق عليه للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي".