انتهت الفنانة الكويتية إلهام الفضالة مؤخراً من تصوير أربع مسلسلات هي "أميمة في بيت الأيتام"، "عيون الحب"، "زواره الخميس" و"حيتان وذئاب" وهو ما يؤكد الحضور المميز لهذه النجمة التي تألقت في أدوارها السابقة والتي تنوعت بين دور المرأة الشريرة القوية إلى الفتاة المنكسرة المظلومة إلى الأخت الشقية التي تصنع المقالب. ومع الهام الفضالة كان لنا هذا الحوار: * دعينا نتحدث أولاً عن المسلسلات الخليجية بشكل عام.. فالملاحظ عليها أنها تحتوي على جرعة كبيرة من الدراما والحزن.. ما سبب ذلك؟ - أعتقد بداية أن الجمهور يحب هذا النوع من المسلسلات ويتفاعل معها بشكل كبير، الأمر الذي يحفز المنتج على السير على نفس الطريق وإنتاج ذات الأجواء مرة بعد مرة. الجمهور يرى نفسه ومشاكله وواقعه في هذه الأعمال؛ ولذلك يتفاعل معها بتلك الطريقة المدهشة، وثانياً المسلسلات بصفة عامة تنقل جزءاً من الواقع والباقي من نسج الخيال، ولذلك نجد في المسلسلات الخليجية نوعاً من التصعيد الدرامي. * هل تؤيدين هذا التوجه؟ - بصراحة أنا عن نفسي أحب تقديم الأعمال الواقعية الدرامية والأعمال الكوميدية أيضاً، أحياناً تصل للناس المعلومة والهدف بشكل كوميدي أسرع من أن تصلهم بشكل درامي حزين، وفي النهاية المسألة أذواق فلكل شخص رأيه وتوجهه واختياراته. * هل تعكس المسلسلات الخليجية المعروضة واقع الأسر الخليجية؟ - كل عمل درامي يتكون من جزأين، جزء واقعي وجزء خيالي، ولا يمكن أن يحاكي العمل المعروض قضايا أسرة واحدة، وفي النهاية كل مجتمع يوجد فيه جانبان؛ واحد مظلم وآخر مشرق، ونحن الممثلين نحاول أن نبرز الجانب المظلم حتى نعالجه، ونلقي الضوء عليه لنُشعر المجتمع بخطورة ما يجري فيه، ونحن نحاول أن نفصل الخط الأبيض من الأسود؛ لأن للفن رسالة نبيلة، وهي إصلاح ما يمكن إصلاحه، إضافة إلى إشاعة القيم الأخرى كالتنويه بأهمية رعاية الوالدين، والبعد عن المخدرات، والبعد عن الجشع والطمع، وغيرها من القضايا، ولكنني أعود لأقول أن المجتمع الخليجي لا توجد فيه تلك الكمية من الشر التي تُعرض في المسلسلات، فنحن مجتمع مسالم ومحافظ ويخاف الله. * كيف ترين إصرار المنتجين الخليجيين على تصوير الجانب السلبي في مسلسلاتهم؟ - بصراحة أنا ضد التركيز المكثف على الجوانب السلبية وترك الجوانب الإيجابية، لأن ذلك قد يدفع الآخر للتفكير بأن المجتمع الخليجي كله كذلك، وقد يبني المتلقي رأيه ونظرته إلى مجتمع كامل من خلال مسلسلاته. * حدثينا عن تجربتك مع هيا الشعبي في المسلسل الكوميدي "لوزة وموزة"؟ - الجميل في المسلسل أنه يعالج قضية هادفة وحساسة ولكن بطريقة كوميدية بسيطة، تجربتي مع هيا كانت جداً رائعة، فهي أخت عزيزة وساعدتني كثيراً فترة التصوير حيث كنت حاملاً في شهري الرابع، وكانت تدعمني وتساعدني طيلة الوقت، والمسلسل نال كثيراً من شهادات الشكر والاستحسان من الجمهور بعد عرضه. * بعد نجاحك في المسلسل هل ستركزين على الخط الكوميدي؟ - الكوميديا هي جزء مني وأنا جزء منها ومن الجميل أن ينوع الممثل تجاربه ويقدم نفسه للجمهور بطرق مختلفة. * تُنتقد الممثلة الخليجية دائماً لأنها تضع كثيراً من مساحيق التجميل خلال ظهورها على الشاشة، فما رأيك في هذا الانتقاد؟ - الممثلة الخليجية دائماً ما تنتقد بسبب ذلك، ولكن أريد أن أقول إن الممثلة المصرية تمثل بمساحيق التجميل قبل ظهور الممثلة الخليجية ولكنها لم تنتقد، لا أدري لماذا تلام دائماً الممثلة الخليجية وتبرأ أي فنانة من أي جنسية أخرى، وأنا عن نفسي أرفض ظهور الفنانة بكامل زينتها في مشهد لا يتطلب ذلك، حتى إنني ألفتُ نظر بعض الزميلات إلى ذلك من باب النصيحة؛ لأنني أحب أن أنصح كما أحب أن تقدم لي زميلتي النصيحة في حال رأتني بشكل غير جيد. * كونك ممثلة خليجية فما هي الخطوط العريضة التي يفرض عليك المجتمع عدم تجاوزها؟ - في السابق كانت كل من تدخل مجال التمثيل يقال عنها إنها فتاة منحلة أخلاقياً، ولذلك أخذت على عاتقي تغيير هذه الفكرة السائدة عن الممثلة الكويتية، حتى إن أهلي عارضوني في البداية، ولكن سرعان ما رضخوا أمام إصراري الكامل، وبالفعل استطعت أن أفرض احترامي على الجميع، والحمد لله فإن الخطوط العريضة التي يفرضها المجتمع، أفرضها أنا على نفسي حتى قبل أن أدخل لميدان التمثيل؛ لأن الممثلة تدخل إلى كل بيت، وهناك العديد من البيوت المحافظة التي تنتقد لباس المرأة المكشوف وأنا مع أن تحترم الممثلة نفسها في لباسها وحياتها العامة. * بمجرد أن أكدت المسلسلات الخليجية وجودها على الساحة الفنية ظهرت المسلسلات التركية، فهل ترينها منافساً؟ - أنا من أشد المعجبات بالمسلسلات التركية وأتابعها لأنها تنقل المشاهد إلى أجواء جميلة، وتجد أن القصة متشابكة وتعالج العديد من المواضيع الحساسة بأماكن تصوير رائعة، وبطريقة تخرج المشاهد من أجواء المسلسلات التقليدية، كما لا أراها منافساً للأعمال الخليجية، فلكل مكانته وأسلوبه وقصته؛ لأن القضايا التي تعالجها المسلسلات التركية تبتعد عن واقعنا الخليجي المحافظ. * أين أنت من المسرح؟ - كل سنة أقدم مسرحية جديدة ولكنني توجهت لمسرح الطفل الفترة الماضية لأنني أحب التعاطي مع الأطفال، فنحن نقوم بتقديم مادة تعليمية بطريقة مسلية، ومن الجميل أن يقدم الفنان شيئاً قيماً للطفل لتعليمه كيفية الصلاة وحفظ القرآن الكريم والنظافة وغيرها من التعاليم الهادفة، التي نتمني أن يتربى عليها أجيالنا.