يحتفل المجتمع الدولي في الأول من مارس سنوياً باليوم العالمي للدفاع المدني اعترافاً برسالة أجهزة وهيئات الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات وما يقدمه رجال الدفاع المدني من تضحيات لأداء هذه الرسالة النبيلة , وتقديراً لدورهم الهام في الحفاظ على مكتسبات التنمية في جميع قطاعاتها ولا سيما التنمية البشرية باعتبار الإنسان هو الثروة الأغلى التي يجب حمايتها من كل خطر .. ولا يقتصر الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني على إلقاء الضوء على جهود أجهزة الدفاع المدني , بل يمتد إلى استثمار هذه المناسبة في نشر ثقافة الدفاع المدني بصفة عامة والتركيز على أحد مهامه التخصصية والنوعية , وتحقيق أكبر قدر من تفاعل الأفراد والمؤسسات مع هذه الجهود بما يدعم قدرة رجال الدفاع المدني لأداء مهامهم على الوجه الأكمل . وقد اختارت المنظمة الدولية للحماية المدنية في احتفالها باليوم العالمي للدفاع المدني هذا العام , شعار " طب الكوارث " باعتباره جزءاً لا يتجزأ من المهام الميدانية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً في عمل وحدات الدفاع المدني للإنقاذ والإطفاء والإيواء والإسعاف , ولا يخفى على أحد أن خدمات الرعاية الطبية التي تقدم لضحايا الكوارث على اختلاف أسبابها لا تنفصل بحال من الأحوال عن جهود إنقاذ هؤلاء الضحايا , وأن القصور في هذه الخدمات يعني قصوراً في آليات التعامل مع الكوارث وما يترتب عليها من آثار تهدد حياة أعداد كبيرة من الضحايا . وخير مثال على أهمية طب الكوارث معاناة أجهزة الإغاثة التي توجهت لإنقاذ ضحايا " هايتي ” والتي كشفت عن قصور كبير في مجال طب الكوارث لا تقل آثاره خطورة عن الزلزال المدمر الذي تعرضت له البلاد وأن تأخر تقديم الخدمات الطبية أو التعامل غير الواعي مع بعض الحالات ساهم في زيادة حجم الكارثة وارتفاع عدد الضحايا . ومن هنا فإن استثمار اليوم العالمي للدفاع المدني في التعريف بطب الكوارث وما يرتبط به من خبرات تقديم الحد الأدنى منها من الإسعافات الأولية العاجلة للمتضررين من الكوارث , بين جميع شرائح المجتمع , بما في ذلك رجال وحدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف يمثل ضرورة لا غنى عنها لزيادة قدرات كافة الدول والشعوب على مواجهة ما قد تتعرض له من كوارث أو حوادث كبيرة . والحقيقة أن المديرية العامة للدفاع المدني حريصة على استثمار هذه المناسبة لنشر المعرفة بماهية " طب الكوارث ” ودعم قدرات منسوبيها في هذا المجال , وزيادة الوعي العام لدى جميع أبناء المجتمع السعودي بما يمكنهم من الإسهام في دعم جهود وحدات الدفاع المدني – في حالات الطوارئ لا قدر الله - وذلك من خلال عدد كبير من الأنشطة التوعوية والإعلامية والتي نأمل أن تتفاعل كافة مؤسسات المجتمع الإعلامية والتربوية والتعليمية والخيرية معها لتحقيق أهدافها , انطلاقاً من قناعة حقيقية بأهمية التعاون في مثل هذه المجالات التي تتعلق بسلامة المجتمع ومكتسباته وحياة أبنائه . *مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني