قال البيت الأبيض إن أي قرار بشأن مكان محاكمة المشتبه بضلوعهم في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 لن يتخذ قبل أسابيع، بعد سجال حامٍ داخل الإدارة الأميركية بشأن محاكمتهم في محكمة مدنية أم أمام هيئة محلفين عسكرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس الجمعة إن "أي قرار لم يتخذ بعد"، وذلك وسط شائعات أثيرت حول اقتراب التوصل إلى قرار بهذا الشأن. وكان تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس الاول أفاد ان مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما يقتربون من التوصل إلى توصية بشأن محاكمة خالد شيخ محمد، المتهم بأنه العقل المدبّر لهجمات 11 ايلول/سبتمبر2001، والمتهمين الآخرين في محكمة عسكرية. وأعرب ثلاثة جنرالات متقاعدين في الجيش الأميركي الجمعة عن معارضتهم لمحاكمة المتهمين في هجمات 11 أيلول/سبتمبر، واصفين هكذا قرار إذا اتخذ بأنه سيكون خطأ إذ إن الرئيس باراك أوباما وقع العام الماضي أمراً بإغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي العدل والدفاع الأميركيتين أمس الاول ان الرئيس أوباما لم يتخذ بعد أي قرار بخصوص توصيات رفعت إليه. من ناحية اخرى اعرب مدافعون عن حقوق الانسان عن قلقهم من احتمال احالة المتهمين على محكمة عسكرية وقال لاري كوكس مدير فرع منظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة ان "الولاياتالمتحدة بدأت في الآونة الاخيرة تستعيد شيئا من المصداقية على الصعيد الدولي في مجال الدفاع عن حقوق الانسان". واضاف "فجأة يخشى ان يتراجع اوباما عن هذا التقدم الذي تحقق بعد عناء". من جانبه اعتبر الاميرال المتقاعد جون هيوستن الذي اصبح اليوم عضوا في الهيئة المديرة لمجموعة هيومن رايتس فيرست ان ابقاء مشتبه فيهم قيد الاعتقال الى ما لا نهاية ينال من سمعة الولاياتالمتحدة وقد يعرض الجنود الاميركيين الى الخطر. وقال في مؤتمر صحافي إن "في مثل هذه الظروف تحديدا وعندما تكون الامور صعبة، نحن في حاجة حقا لرئيس يبدي حزما ولا يتخذ قرارا عادلا فقط بل قرارا ذكيا".