كالعادة لانتحرك قيد أنملة إلا بعد أن تقع الفأس في الرأس. وما قضية النجم الخلوق علاء الكويكبي الذي أدين من قبل اللجنة السعودية للكشف عن المنشطات، إلا مثال حي هذه الأيام. الخبر وقع كالصاعقة على المجتمع، جل الرياضيين غير مصدقين أن يقع لاعب بأخلاق وسمعة ونجومية ووعي علاء الكويكبي في محظور كهذا، وليس أقوى من ردود الفعل في الإنترنت التي يكون التفاعل فيها سريعا وبلا قيود. وفي صحيفتنا الإلكترونية لم يرد تعليق واحد يشك في الكويكبي، والجميع بلا استثناء غير مصدقين ما قرأوه، بل إن أحدهم وهو نصراوي توقع أن يُساء إلى علاء الكويكبي لأنه سبق ولعب في النصر فقط!! فرد أحد الأعضاء ناصحا ومشددا على أن مثل هذه الأمور لاعلاقة لها بالميول، وأكد أنه هلالي ويحترم الكويكبي ويثق في أخلاقياته، وواكب ذلك ردود فعل مماثلة. ومن خلال متابعة واهتمام أجد أن الجميع يشهدون للكويكبي بالأخلاق الحميدة، ويستبعدون تعاطيه منشطا. أما على الصعيد الرسمي فخرج بعض الوحداويين يشككون في مصداقية لجنة المنشطات!!! وهناك من حملها ضعف الوعي!! وفي المقابل، اهتم الدكتور صالح قنباز رئيس اللجنة بملامة الجريدة التي انفردت بالخبر، إلى درجة أنه يطالب بمحاكمتها!! ويزعم أن اللاعب سيكسب القضية ضدها!! ومن جانبي وبحكم خبرتي الصحفية، إما أن الدكتور لم يقرأ الخبر جيدا، أو أنه لم يقرأه، فالخبر مهني وسبق صحفي. لكن إذا أخذنا الجانب الإنساني وسمعة لاعب في مستوى الصديق المخلص علاء وتأثر المجتمع ..والعادات .. فهذا شأن آخر لا علاقة له بالإعلام. أيضا رمى الدكتور قنباز باللائمة على الأندية وأطبائها!! وشمل اللاعبين في المسؤوليات؟!! لكنه لم يتحدث عن دور اللجنة وماهي واجباتها في الجانب التوعوي، وأنا هنا لا أحمله وحده ولا لجنته أيضا.. فالمسؤولية مشتركة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية واللجنة، ولا استبعد أن تلقي كل جهة المسؤولية على الأخرى، وربما يشركون الإعلام كالعادة! ومن جانبي أسأل فقط: من هم الأطباء الذين يعملون في الأندية، وكيف يتم التعاقد مع إخصائيي العلاج الطبيعي؟! وللتوعية، أتمنى أن يستثمر وقوع لاعب مثل الكويكبي في خطأ له علاقة بالمنشطات التي يصورها كثيرون كالمخدرات! وسأختصر أيضا مدللا بما يحدث في الدول المتقدمة وكيف تستثمر (المشاهير) في توعية المجتمع حول ما هو أخطر من المنشطات، كمرض الإيدز الذي وباله كبير على المجتمع. وربما يسأل البعض عن قضية ماجد المولد، وهي أخطر حيث لم يقتصر على تعاطيه بل أدين (حسب قرار اللجنة) بأنه منح زميلا له قرصا منشطا، أي أنه يسير على خطى (المروجين) ممن يهدون (مراهقين) قرصا يجرهم إلى نهاية مؤلمة لهم ولذويهم. والمولد أيضا نفى وتحدى، وهذا من حقه، لكنه لايدري أنه ربما يعاقب أشد من الإيقاف سنتين باتهام اللجنة في مصداقيتها ونزاهتها، وهي التي تحتفظ بدلائل مادية. بقي أن أشير إلى العمل القوي للجنة الكشف عن المنشطات في عدة ألعاب على مدى أكثر من أربع سنوات حسب تأكيد مسؤولين فيها لكن نجما واحدا في كرة القدم وضع عملها تحت المجهر.