هناك كثير من الناس يحرصون على مشاعر الآخرين ويخشون إزعاج الناس، كما أنهم يميلون إلى عدم اتخاذ القرارات أو عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم، مما يجعلهم عرضة للاستغلال. وقد قدم علماء النفس كثيراً من الدراسات حول هذا الموضوع من أجل معالجة هذا القصور وتحفيز الإنسان على أن يكون مؤكداً لذاته وواثقاً من نفسه. وتوكيد الذات هو قدرة الإنسان على التعبير الواضح عن مشاعره وأفكاره وآرائه تجاه الناس والمواقف المحيطة به، والمطالبة بحقوقه دون ظلم أو اعتداء على غيره. ويرتكز توكيد الذات على تقدير الإنسان لذاته بالإضافة إلى تقييم الفرد لتقدير الناس له... ومن خصائص الشخص المؤكد لذاته أنه قادر على التواصل مع الآخرين بصورة واضحة، وقدرته على إبداء ما لديه من آراء ورغبات بشكل واضح وشفاف. ومن فوائد توكيد الذات أنه يمنع تراكم المشاعر السلبية مثل التوتر والقلق والاكتئاب، كما أنه يعطي الإنسان ثقة جيدة في نفسه، مما يساعده على الحفاظ على حقوقه، وحقوق الآخرين. ومن أجل أن يبني كل واحد منا ثقته بنفسه ويكون مؤكداً لذاته لابد أن نتدرب على التعبير عن مشاعرنا بقناعة في حال الموافقة أو الاختلاف، وأن نتعود على أسلوب الرفض بدون أن نظلم الآخرين مثل عبارة آسف لا أستطيع.... أو عفواً لا أقدر ... الخ. وأن نبتعد عن أسلوب (التذلل) أي أن لا نبخس أنفسنا حقها، ولكن ينبغي أن لا نكون متكبرين أو متغطرسين أو منافقين... إن الحياة تتطلب منا أن نكون أكثر ثقة في أنفسنا، وأن نقدر أنفسنا حق قدرها، وأن نحترم الآخرين بقدر احترامهم لنا، فالحياة أخذ وعطاء وتبادل للمودة والاحترام....