شكراً يا صاحبي ، شكرا لهذا العُمر البهيّ الذي نذرته للكتابة. أن تفوز يا عبده بجائزة رفيعة فهذا تكريم للجائزة وتشريف لها ، وهو ما يعرفه القائمون على الجوائز ذات الصبغة العالمية ، وهو في الوقت نفسه تشريف لبلادك ، لأسرتك ، لأهلك ، ولنا نحن أصدقاءك في كل مكان في هذا العالم . قليلون يا صاحبي من يعرفون من أين أتيت ، من أي الأودية، من أي الجبال ، من أي الأحرف والأناشيد ، من ايّ الأشجار والأحجار والأمطار . عبده . اليوم وهم يرفعونك على أعلى المنصات ، لا أملك إلا أن أحتفي بك كما لو كنت أنا الفائز، بالرغم من أني شخصيا لا أحب المنصات ولا الجوائز ، لكنك جدير بهذا التتويج لأنك لم تتوقف عن الكتابة أبدا وكأنها أصبحت حياتك الأبدية . قليلون يعرفون أنك تحِب وتحَب ، وأنك مثلما علمت أصابعك الكتابة علمت قلوب محبيك الفرح والتفاؤل . يا عبده . قل لنا ما الذي ستفعله بهذه الدولارات التي تساقطت عليك من الكتابة ، هل تفكر مثلا في تأسيس جمعية خيرية للبر بالمثقفين ؟ إن كنت فعلا تبحث عن أجر في الآخرة ، فليس أولى بهذه الدولارات من رفاقك الذين لا يجد بعضهم ثمنا للورق والحبر، فضلا عن قيمة حاسوب ، هؤلاء تعرفهم في طول الوطن العربي وعرضه . سيحسدك الكثير من الأشقاء العرب ، وسيقولون " أحشفاً وسوء كيلة " ، فالخليجي بالنسبة لبعضهم ليس في حاجة مادية مثل نظرائه من البلدان غير المنتجة للنفط ، وقد يكون هذا صحيحا ، ولكن خذها يا عبده وسنقنعهم بأن أهل مكة أدرى بشعابها .. دمت للكتابة ودامت لك .