لا يكفي أن تطلب طائرة إيرباص من طراز A380 إذا لم تكن مستعداً لاقتنائها ، طيران الإمارات من الشركات القلائل في العالم القادرة على تشغيل طائرة ترتقي لتكون أحدث معجزات الطيران. وتعد طيران الإمارات أول ناقل يطلب شراء طائرات إيرباص من طراز A380، وبلغ عدد الطائرات التي طلبتها من هذا الطراز 58 طائرة. وهي الطلبية الأكبر من هذا النوع، حيث تشكل 30% من إجمالي الطلبيات التي تلقتها إيرباص من الناقلات العالمية الأخرى حتى الآن. وتخطط طيران الإمارات لاستخدام الطائرة الجديدة لتلبية النمو الكبير المتواصل في حركة الركاب والشحن على الخطوط الرئيسية عبر دبي. بما في ذلك المملكة المتحدة ودول حوض المحيط الهادي الآسيوية والأميركيتين. ومع التوقعات بتضاعف حركة السفر جواً خلال السنوات الثماني عشرة المقبلة، والقيود التي يتواصل فرضها على حقوق النقل وعدم توفر طاقة في المطارات القائمة لاستقبال مزيد من الرحلات، فإن الطائرات ذات السعة الكبيرة، مثل الإيرباص A380 تشكل الحل الأمثل أمام طيران الإمارات لتلبية الزيادة الكبيرة في أعداد الركاب. والإيرباص A380 هي الطائرة الوحيدة ذات الطابقين وأربعة ممرات في العالم. بفضل هذه الطلبية الكبيرة أصبحت طيران الإمارات أكبر زبون في العالم لهذه الطائرة، وتعد الطلبية، التي تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 19 مليار دولار أميركي، استثماراً هائلاً من طيران الإمارات، ومؤشراً قوياً على التزامها بهذه الطائرة، وإيمانها أنها تشكل عنصراً أساسياً في أسطولها المستقبلي. وقد لعبت طيران الإمارات دوراً كبيراً في تطوير طائرة الإيرباص A380 العملاقة ذات الطابقين. وبدأ هذا الدور يظهر منذ شهر أبريل 2000، حين أبدت الناقلة رسمياً اهتمامها بمشروع الطائرة التي كانت تسمى حينذاك A3XX. ومنذ ذلك الوقت، ساهمت طيران الإمارات بشكل متكامل في عملية إنتاج طائرة A380 ، من خلال التأكيد على تصميم الطائرة بشكل يلبي أهداف الناقلة المستقبلية، ويوفر أفضل تجربة طيران مبتكرة في الأجواء. ويكمن العامل الرئيسي الأول وراء تقدم طيران الإمارات بهذه الطلبية الضخمة إلى حاجة الناقلة إلى طائرة تجمع بين السعة الكبيرة وتكاليف التشغيل المنخفضة، وهو ما يوفره طراز A380. وقد سارعت طيران الإمارات إلى تبني الطائرة الجديدة بالاستئثار بأكبر طلبية من هذا الطراز لأنها تنمو بسرعة تفوق غالبية الناقلات الأخرى، كما أنها تعاني من محدودية السعة المتاحة أكثر من غيرها، وتحتاج إلى هذه الطائرات الآن وليس غداً. وعلى مدى 23 عاماً من النمو المتواصل، أدركت طيران الإمارات أن أكبر عقبة تقف في طريق تطورها لا تكمن في عامل الطلب، بل في عدد المقاعد التي يمكنها توفيره. وكانت نتيجة هذا الإدراك طلبية A380 ، التي ستجعل طيران الإمارات أكبر مشغل لهذا الطراز الجديد العملاق. وسوف تمكن هذه الطائرة الاقتصادية العملاقة، طيران الإمارات من خدمة مختلف أنواع الأسواق العالمية التي يوجد فيها طلب كبير على السفر الجوي، والتي تمنعها محدودية استيعاب مطاراتها من تلبية هذا الطلب المتنامي. وفي هذا الشأن، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: "تلبي طائرة A380 المتقدمة تقنياً استراتيجيتنا الطموحة للتوسع بصورة تامة. وتعتبر هذه الطائرة طفرة تكنولوجية في مجال صناعة الطائرات، وأعظم خطوة تم اتخاذها لأجيال عدة، منذ إنشاء الطرازات الأخرى من الطائرات ذات السمعة العالمية الكبيرة مثل بوينج 747 وكونكورد. لقد خططنا بعناية لاستخدام كل واحدة من هذه الطائرات سواءً لجهة دعم خطوطنا القائمة أو لخدمة توسعاتنا المستقبلية". وأضاف سموه: "سوف يكون للطائرة A380 دور فعال في تلبية الطلب المتنامي على السفر باستخدام أكفأ وأهدأ وأفضل طائرة تم إنتاجها على الإطلاق. كما ستوفر الطائرة أخفض معدل تكلفة للمقعد في صناعة الطيران، وسوف تسمح لنا برفدها بتجهيزات متطورة تساعد على توفير أعلى مستويات الراحة في الأجواء". أداء طائرة ايرباص A380 تستهلك الطائرة معدلات أقل من الوقود بنسبة 20% لنقل كل مقعد، مقارنة مع الطائرات الكبيرة العاملة حالياً. حيث تتميز باستهلاك اقتصادي للوقود بمعدل 3.1 لترات لنقل كل 100 راكب مسافة كيلومتر واحد، وهو معدل أفضل من استهلاك معظم سيارات الركاب العادية. كما أن محركاتها (إينجين ألاينس) GP7200، قادرة على توفير ما يزيد عن 500 ألف لتر من الوقود المستهلك لكل طائرة كل عام مقارنة بمحركات أخرى، مما يجعل الفائدة غير مقتصرة على التوفير، بل تمتد إلى البيئة. وذلك لانخفاض الانبعاثات الغازية الناتجة عن هذه المحركات مقارنة بالخيارات الأخرى. وعلى الرغم من حجم الطائرة A380 الكبير إلا أنها أقل ضجيجاً من أكبر طائرة عاملة حالياً، حيث يقل الضجيج الصادر عنها عند الإقلاع عن نصف مستوى البوينج 747- 400، مما يلبي المرحلة الثالثة من معايير الاتحاد الأوروبي المطبقة حالياً، والمرحلة الرابعة المقترحة في هذا الشأن. فخامة ورفاهية.. ورحلة لا تُنسى إن السفر على متن هذه الطائرة يعد تجربة ممتعة وفريدة نظراً لما تحويه من تقنيات حديثة ومتطورة تجعل المسافر على متنها يشعر وكأنه قد تجاوز الزمن الى المستقبل. ويعزز هذا الشعور المبتكرات التي وفرتها "طيران الإمارات" لخدمة المسافرين على جميع الدرجات. فبالنظر الى الدرجة الأولى سنجد أنها ليست عبارة عن مقاعد وثيرة وحسب، كما هو معتاد في الطائرات التقليدية، وإنما يوجد فيها 14 جناحاً خاصاً توفر للمسافر خصوصية غير معهودة في غيرها من الطائرات. ويعود ذلك الى الأبواب الجانبية الخاصة بكل جناح والتي تفتح وتُغلق كهربائياً. ويضم الجناح كذلك ثلاجة صغيرة خاصة، وأنواراً للقراءة، ومنضدة للعمل مثبتاً فيها مرآة مع إضاءة. وليس هذا كل شيء فهناك منضدة للطعام تُطوى يدوياً، ومزهرية، وجيب لحفظ الكتب والمطبوعات، ودولاب للملابس، وأدراج للقرطاسية، وبوفيه جانبي. كما توجد في الجناح شاشة من الكريستال السائل بقياس 23 بوصة لعرض البرامج الترفيهية ومعلومات الرحلة، وصور من الكاميرات الخارجية المثبتة على هيكل الطائرة. ويوجد أسفل الشاشة مقبس لشحن جهاز الكمبيوتر المحمول ومنفذ للذاكرة المحمولة USB وآخر لسماعات الرأس. أما الجناحان المتلاصقان في الوسط فيوجد بينهما حاجز يمكن رفعه وخفضه أوتوماتيكياً لإضفاء المزيد من الخصوصية. أما وجبات الطعام فتقدم بنظام خدمة الغرف الفندقية، وتوجد في كل جناح قائمة بالوجبات ليختار المسافر منها ما يُناسب ذوقه. ولا تنتهي حدود الرفاهية في هذه الدرجة عند هذا الحد، فمقعد الجناح يتميز باحتوائه على نظام للتدليك متعدد الوظائف، وبسرعات يمكن التحكم بها. وإذا ما أراد المسافر أخذ قسط من الراحة فكل ما عليه هو استخدام جهاز التحكم بجانبه لتحويل المقعد الى سرير مريح وإغلاق باب الجناح الكهربائي وإخفات الإضاءة والاستمتاع بالهدوء. تجربة الاستحمام على ارتفاع 40 ألف قدم ! من المميزات الفريدة التي سيتمتع بها ركاب الدرجة الأولى هي تجربة الاستحمام على ارتفاع آلاف الأقدام. حيث توجد وحدتا "شاور سبا" في مقصورة الدرجة الأولى. وتتكون كل وحدة "شاور سبا" من حجرة دوش مع تحكم بدرجة الحرارة والوقت، مستحضرات عناية وتجميل، حوض مغسلة، ومرحاض ومنطقة لتغيير الملابس. كما يتوفر أيضاً مجفف للشعر. ومرآة كبيرة الحجم. كذلك توجد داخل حجرة الاستحمام شاشة كريستال تعرض مسار الرحلة والمشاهد الحية التي تلتقطها الكاميرا الخلفية. وبذلك أصبح بإمكان المسافر التمتع بحمام دافئ ومنعش ليصل الى وجهته وهو في كامل النشاط والحيوية. استراحة الدرجة الأولى توجد لركاب الدرجة الأولى منطقة للاستراحة في مقدمة مقصورة الدرجة الأولى، حيث يمكنهم تناول المشروبات والمرطبات. كما يمكن لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال استخدام صالون في مؤخرة مقصورة درجة رجال الأعمال في الطابق العلوي، حيث يتوفر بالإضافة إلى المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات الخفيفة، أريكتان للاسترخاء وشاشة كريستال بقياس 42 بوصة تعرض مسار الرحلة وموقع الطائرة والمشاهد الحية التي تلتقطها الكاميرات الخارجية. وتخلق الإضاءة الذكية أجواء تساعد على الاسترخاء. درجة رجال الأعمال .. تخرج عن التقليدية لا تقل هذه الدرجة فخامة ورفاهية بكثير عن الدرجة الأولى. فهي ليست مكونة من مقاعد متراصة بشكل تقليدي، بل تتكون من 76 مقعداً مستوياً بتوزيع 2- 4- 2 . وهي أشبه بأجنحة الدرجة الأولى باستثناء القدر الكبير من الخصوصية الذي تمنحه الدرجة الأولى للركاب. وتتراوح المسافة بين صفوف المقاعد بين 39 و48 بوصة، ويمكن تمديد المقعد ليشكل سريراً مستوياً بطول يتراوح بين 70- 79 بوصة (1.77- 2 متر). ويبلغ عرض فراش المقعد 18.5 بوصة (46 سم). ويوجد داخل المقعد غلاف يضم تجهيزات مثل ثلاجة صغيرة، وركن للخصوصية يمكن تحريكه إلى الأعلى والأسفل (فقط للمقاعد الواقعة في الوسط)، طاولة واسعة، امتداد لمسند القدمين يعمل كهربائياً، مكان لوضع الكمبيوتر المحمول، جيب لوضع الكتب والمطبوعات، مكان لتخزين الأحذية، مسند للرأس قابل للتعديل، وسماعات رأس عازلة مانعة للضجيج. كما يتوفر جهاز لاسلكي متكامل يعمل بلمس الشاشة للتحكم بوظائف المقعد ونظام الإمارات للترفيه الجوي. و شاشة كريستال بقياس 17 بوصة لعرض برامج الترفيه الجوي.ومنفذين للذاكرة المحمولة USB. الدرجة السياحية وتتكون من 399 مقعداً بتوزيع 3- 4- 3 . وتبلغ المسافة بين صفوف المقاعد 32- 33 بوصة. ويتمدد المقعد 6 بوصات، بالإضافة إلى بوصة أخرى بفضل تمدد مفصل المقعد. ويبلغ عرض فراش المقعد 18 بوصة (45 سم). ويحتوي كل مقعد على شاشة كريستال بقياس 10.6 بوصات، ومقبس لشحن جهاز الكمبيوتر المحمول، ومنفذ للذاكرة المحمولة USB وآخر لوضع سماعات الرأس. وتضم الدرجة السياحية 10 مراحيض موزعة في أماكن مناسبة.