قالت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين ان نحو 250 الف شخص فروا من القتال في شمال اليمن يجب عدم اعادتهم الى ديارهم قريبا بسبب نقص الخدمات الاساسية في المنطقة وان كان وقف اطلاق النار متماسكاً. واليمن بلد استراتيجي لكن المانحين لم يتعهدوا حتى الان بتقديم أموال للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تسعى للحصول على 39 مليون دولار هذا العام. وتوصلت الحكومة الى هدنة يوم 11 فبراير/ شباط مع المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون منذ عام 2004 بسبب شكاوى دينية واقتصادية واجتماعية في شمال البلاد. وأدى الصراع الى نزوح 250 الف شخص محليا. وقال رضوان نويصر مدير مكتب الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالمفوضية في افادة صحافية في جنيف "يجب الا يكون هناك استعجال في عودة النازحين محليا وإلا فان المشاكل ستبقى وقد يعود عدم الاستقرار." وتقدم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الخيام ومواد الايواء الاخرى للنازحين وستنتقل تدريجيا لمساعدتهم على العودة الى ديارهم. وأضاف نويصر الذي قام بزيارة رسمية الى محافظتي عمران وحجة في الشهر الماضي "لكننا أكدنا لحكومة اليمن ان العودة يجب ان تكون طوعية ويجب ان تكون منظمة وآمنة وبكرامة ومستمرة." واليمن الذي يواجه اضطرابات انفصالية في الجنوب أصبح في مقدمة الدول التي تسبب قلقا امنيا للغرب منذ ان أعلن جناح تنظيم القاعدة في اليمن المسؤولية عن محاولة فاشلة لاسقاط طائرة ركاب امريكية فوق ديترويت في ديسمبر/ كانون الاول. وقال نويصر وهو يشير الى الاضطرابات في الصومال "اليمن مكان استراتيجي للغاية وتحيط به العديد من الاوضاع الصعبة." وأضاف ان الوضع الاقتصادي لليمن بالغ الصعوبة مع تراجع الموارد النفطية وعودة العديد من العمال اليمنيين من الخليج بسبب الازمة المالية. ونضبت موارد المياه ووصل معدل البطالة الى 43 في المئة ويتعين تطهير مناطق من الالغام. وقال نويصر "في رأيي الاسباب الرئيسية التي أسفرت عن ست جولات من الحرب بين الحكومة وحركة الحوثيين تحتاج الى علاج." وقال ان هناك حاجة الى بناء الثقة بين السكان والحكومة ونزع سلاح المقاتلين ومزيد من الاستثمار الاقتصادي والاجتماعي في الشمال وبرنامج قوي لاعادة التأهيل لاضفاء الاستقرار على الاوضاع. ومن بين 250 الف نازح مسجل لدى المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين يقيم 30 الفاً فقط في مخيمين تمكنت المفوضية من اقامتهما وسط قضايا صعبة تتعلق بملكية الارض وتدخل قبلي. وقال نويصر "الوضع القبلي بالغ التوتر ومن الواضح ان هناك كثيرين في محافظة عمران لا يودون ان يقيم هؤلاء النازحون بينهم لفترة طويلة من الزمن." كما يقيم في اليمن نحو 171800 لاجئ معظمهم من الصومال لكن يوجد أيضا لاجئون من العراق واثيوبيا واريتريا. ويحصل الصوماليون بطريقة تلقائية على وضع لاجئين اذا سجلوا أنفسهم. وقال نويصر "اليمن مازال ملتزما بتعهداته نحو اللاجئين وطالبي اللجوء. ويجب مساعدته على مواصلة هذه السياسة الايجابية." من جانبها أرسلت منظمة المؤتمر الإسلامي مستشفى ميدانيا إلى مخيم مزراق في منطقة حجة في اليمن، من أجل توفير الخدمات الصحية للنازحين الذين تضرروا بالحرب. ويأتي إرسال المستشفى في إطار التعهدات التي أعلن عنها الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى لصالح المتضررين من الحرب التي دارت في صعدة.