إيماناً منها بكفاءة المواطن السعودي وقدرته على الوصول إلى أعلى المستويات الوظيفية وتعزيز دوره الوظيفي حرصت الدولة اعزها الله على توطين الوظائف وسعودتها ووضعها ضمن أولوياتها الإستراتيجية ، وعلى ضوء ذلك اتخذت العديد من الإجراءات لتوظيف القوى العاملة الوطنية وفرض نسب السعودة على المنشآت الخاصة ومن ضمنها البنوك المحلية ، إلا أن الملاحظ أن البنوك المحلية لم تتخذ أي إجراء من قبلها أو من قبل البنك المركزي بخصوص ذلك حيث أن التقارير السنوية الصادرة عن البنك المركزي للأعوام الماضية ونهاية عام 2009م لم تتضمن إلا القليل من البيانات والإحصائيات عن نسب السعودة في البنوك المحلية. لقد أشارت التقارير الصادرة من وزارة العمل أن التقدم في نسب السعودة لم يتحقق في جميع القطاعات الخاصة فقد كان متوسط نسب السعودة في الوظائف الإدارية مابين 15%-16%. أما الوظائف الفنية فلم يتجاوز المتوسط 11% لذا فإنه يقع على البنك المركزي والبنوك المحلية مسؤولية كبيرة للاهتمام بموضوع السعودة نظرا لأهمية السعودة في البنوك والمصارف المحلية ومالها من أثار اقتصادية واجتماعية وأمنية على مستوى الفرد والمجتمع والوطن. إن عملية توظيف السعوديين في القطاع المصرفي لم يحالفها النجاح وربما يعود ذلك إلى ضعف التنسيق بين البنوك المحلية والبنك المركزي وتفشي استخدام الواسطة في التوظيف وتهاون البنوك المحلية في عملية السعودة وعدم جديتها في توظيف السعوديين حيث أن الغالبية من مسئولي التوظيف في هذه البنوك المحلية أجانب لذلك لا يعنيهم موضوع السعودة بل يؤثر سلباً عليهم . لذا ينبغي على البنك المركزي والبنوك المحلية الإسراع باستقطاب الخريجين من الشباب والشابات السعوديين من الجامعات والكليات وإخضاعهم لبرامج تدريب مكثفه ومصممة وفق أفضل المعايير لتطوير كفاءة الكوادر السعودية المصرفية وتأهيلها لتشغل مراكز قيادية في البنوك المحلية وإحلال الكوادر الوطنية محل العمالة الوافدة حسب متطلبات قطاع الأعمال المصرفية وإعطاء الثقة للشباب والشابات السعوديين والنظر لهم بالنظرة الإيجابية حيال كفاءتهم ومهنيتهم وتوفير بيئة عمل مثالية تمنحهم القدرة على أداء مهامهم بكل مسئولية والتزام وتبث فيهم روح العمل والثقة التي تؤهلهم لتبوء أرفع المناصب في المؤسسات المصرفية. كما يجب على البنوك المحلية تعزيز ودعم المواطن السعودي ومنحه الفرصة في الوظائف المصرفية بل يجب عليهم النظر إلى السعودة على أنها قضية وطنية يجب المساهمة فيها على اقل تقدير خاصة مع ما تجنيه هذه البنوك من مكاسب وأرباح خيالية من خلال هذا الوطن ومواطنيه فأقل ما يمكن عمله رد الجميل لهذا الوطن المعطاء ولمواطنيه ، والله الموفق. * مستشار مالي عضو جمعية الاقتصاد السعودية