المفردة - بكسر الميم وسكون العين وكسر الطاء - مفردة شعبية محكية يعرفها بعض قاطني المنطقة الوسطى من بلادنا ولا يجهلها كل من كان يحتفظ ببقرة حلوب في المنزل أو المزرعة . وهي الصفة التي تُطلق على البقرة عندما تحتاج إلى لقاء الذكر ( الثور ) . تُزعج أهل المنزل إما بالخوار - صوت البقر - أو بالقفز هنا وهناك ، أو اعتلاء من يمر قربها من أهل الدار، أو بالعبث بطعامها . وتقوم بكل مالم يعتد عليه أهل المنزل من غرائب . وبالتجربة يفهم أهل الدار أن بقرتهم ( تبي الثور ) ، وهي عبارة متعارف عليها ، حتى في اللغات الأجنبية حيث اصطلحوا على تسميتها ( ميتنج سيزون ) ، MATING SEASON . أي : فصل التزاوج . لم تخلق تلك المواقف عند أهل المعرفة من آبائنا وأجدادنا حيرة أو ارتباكا . فقد عمد البعض من أهل الخير بإمداد القرية بمقرّ احتجز فيه ثورا ، وجعله "سبيل " أى بدون أجر أو موعد مسبق .. ! ، وقام برعايته وتغذيته وتهيئته على الدوام في أداء مايجب . فيدخلون البقرة عليه في " الحوش " ويتركونها ليوم أو بعض يوم . وتنتهي المشكلة . وقد يوجد في المدينة أو القرية أكثر من " خدمة " مجانية ، عرف الأهالي مواقعها ، ودعوا لأصحابها بالثواب . والحمد لله الذي أودع للإنسان عقلا ، وشيئا من الحياء والتروي ، وربما الخوف كي لا " ينط " على الجار والعابر . ولم يُوجد سبحانه فصلا من فصول السنة تهيج فيه البشر مثل الحيوان ، كما نقرأ في التقاويم . ومع هذا كله رأينا دعوات كثيرة لبحث قضية السائقين في منازلنا . فالعائلة بدأت تحس بالخطر نتيجة الوقائع المعلنة وغير المعلنة . وتطالب بحق الأم في أنْ تقود سيارتها لتذهب إلىَ الطبيبِ مع زوجها المريض،أو إلى المدرسة مع أطفالها الذكور والإناث أو تحمي أطفالَها الصغارَ من سائق مَحروم جنسيا لم يغادر المملكة لسنوات، ( ضعوا خطا تحت الكلمات السبع الأخيرة ) وتقتله رغبة جنسية شديدة وعارمة لا يستطيعون إيجادَ مَخرج واحدٍ آمن لها . ومع أن واقع الحال ينطبق على العاملات ، إلا أنهن أقل خطرا – في رأيي – لكونهن تحت النظر . بعكس السائق الذي يختلي بالابنة والابن ، ويختلط بهما وقد يعمد إلى التحرّش أو حتى الملامسة إشباعا لرغبته . وقرأنا قولا عن مشرفة اجتماعية في مدرسة ابتدائية ، أخبرتها إحدى طالباتها عن تحرّش مفضوح من السائق . وإنها لما أخبرت والدتها بالحالة طلبت منها والدتها عدم إخبار والدها بالموضوع خوفا من تسفير السائق .