قال أكاديميون يمنيون إن الفساد وعدم الجدية في الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل يقفان وراء قلة الاستفادة من المعونات الخارجية المقدمة إلى اليمن التي وصلت إلى نحو 6 مليارات دولار خلال الست سنوات الماضية . وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء ووزير التموين والتجارة السابق الدكتور محمد أفندي في حلقة نقاش نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي "المعوقات التي تقف حجر عثرة أمام استيعاب المعونات الخارجية التي تقدم لليمن أن القائمين على الحكومة يحرصون على أن تكون المساعدات نقدية وليست مشاريع يتم تنفيذها من قبل الجهة المانحة". وأكد أفندي أن نظرة المجتمع للقروض اليوم أضحت مختلفة عن السابق والتي كانت تعتمد على نظرية الدافع الإنساني أو الدافع السياسي والاقتصادي أما اليوم، وفي عصر التشابك الاقتصادي أضحت خالية من التكلفة السياسية ويعتمد على سياسات الدولة المستهدفة من المساعدات، والتي إذا ما أحسنت استخدام هذه المساعدات سوف يقلل من مخاطر التكلفة السياسية. واكد أن الخطوة الأولى لاستيعاب هذه المساعدات تبدأ بالإصلاح السياسي والإصلاح الإداري والمؤسسي وإصلاح الأجهزة الحكومية ومحاربة الفساد . من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي على الوافي، خلال حلقة النقاش، إلى أن أهم المعوقات لاستيعاب المعونات الخارجية هو غياب الإصلاحات الشاملة وإرساء كثير من المناقصات على شركات غير مؤهلة وتعتمد على المحسوبية. وطالب الوافي بالتركيز على الشراكة الاقتصادية مع دول الخليج والعمل من أجل الاعتماد على الموارد الذاتية واستخدامها الاستخدام الأمثل. من جهته، أشار أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء محمد جبران إلى أن المنح المجانية التي تمنح لليمن شجعت على العبث بهذه المنح بسبب انعدام المسائلة والمحاسبة. وقال "إن الحكومة اليمنية أثبتت فشلها في استيعاب المساعدات الخارجية رغم تعهدها في مؤتمر لندن بالعمل من أجل استيعاب هذه المساعدات بالشكل الصحيح ومحاربة الفساد". وأقترح جبران إنشاء صندوق متخصص لدراسة المشاريع وتمويلها، مطالباً في السياق ذاته بإلغاء الصندوق الاجتماعي للتنمية لأنه "لا يقوم باستيعاب المساعدات على الشكل المطلوب". بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله عوض أن تنفيذ مشاريع القروض بصورة سيئة من المعوقات التي تقف أمام استيعاب المساعدات الخارجية، مشيراً إلى أن معظم الأولويات الحالية لا ترتبط بالتنمية. وشدد على ضرورة الالتزام بمعاير الشفافية. غير ان الدكتور سيعد عبدالمؤمن، قال إن مشكلة اليمن تكمن في السلطة، التي يجب أن يتم الحجر عليها لأنها باتت تعبث بثروات وخيرات البلاد، مشيراً إلى أن اليمن غني بالموارد إلا أن سوء الاستخدام لهذه الموارد جعل اليمن يمد يده للخارج لطلب المساعدة، داعياً إلى تشكيل حكومة تكنوقراط من أجل إصلاح ما أفسدته السلطة. يشار الى أن المطالبة بحكومة تكنوقراط التي دعا اليها عبدالمؤمن تزامنت مع تقارير شبه رسمية تدعو الى تشكيل حكومة جديدة في اليمن برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال .