"اقتربي مني يا شريكة حياتي، اقتربي مني أكثر قفي بجانبي وأمامي وخلفي فأنتِ من يزيدني قوة على قوتي، ومن يمددني بالطاقة والحيوية، أجلسي بجانبي أمام هذا الموقد فاكهة الشتاء الشهية، دعينا نتحدث عن ما حققناه من أحلام وآمال دعينا نفتخر بنجاح مؤسسة زواجنا، وبعطاء أبنائنا فقد غرزوا بداخل مجتمعنا التقدم والتطور" أبدع جبران خليل جبران أبدع في هذه المقطوعة اللغوية الموسيقية التي اقتبستها من كتابه دمعة وابتسامة في عملية وصفه المرأة وكيف أنها نصف الرجل وشريكة حياته، فالمرأة الذكية تثري الرجل فكريا وعاطفياً، وذلك بوجود الرجل الذي يعرف كم يقيم المرأة على أساس أنها نصفه ومكملة له. فالمرأة كالشجرة المثمرة تزهو عندما يعتني بها الرجل ويحتويها ويحترمها فتخضر وتنتج لنا ألذ الثمار وأطيبها. ولكن هناك حقيقة مؤلمة أريد أن اطرحها عليكم موضوع اهتم به المجتمع وكافة وسائل الأعلام المقروء والمسموع والمشاهد وهي (ظاهرة العنف ضد المرأة!!) وتعرّف الأممالمتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه أيّ عنف يُمارس سواء نفسياً او جسدياً او جنسياً من المحتمل أن يؤدي، إلى إلحاق الضرر بالمرأة أو تعرّضها للمعاناة بسببه، بما في ذلك الأخطار التي تنجم عن تلك الأعمال أو أشكال القسر أو الحرمان من الحرية بشكل تعسفي في حياة المرأة عموماً أو حياتها الشخصية على حد سواء، فهناك عدة عوامل تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المرأة، فالعنف معناه واحد لا يختلف هو: "إيذاء الشخص" ونجد أن بذور العنف تغرس منذ تربية الطفل الذكر بطريقة مباشرة وغير مباشرة، عن طريق أسلوب التربية والتفرقة بين الجنسين، فلدى بعض الأسر تعاني الفتاة من اضطهاد وسلب لحقوقها وحريتها التي منحها الله إياها، فهناك بعض القرى بداخل المجتمعات الإسلامية والعربية تمنع المرأة حقها من الميراث أليس هذا نوعاً من أنواع العنف والاضطهاد، وإشعارها بأنها غير كفء؟! وهناك من الآباء والأخوان من يرفض استشارة ابنته أثناء الزواج، ومنعها من حقها الشرعي برؤية زوج المستقبل!!! وهناك من يراقب تصرفاتها وتحركاتها وكأنها في موقع اتهام حتى تثبت عكس ذلك والزواج القسري وزواج الأطفال والعنف المرتبط بالمهر وغيرها كثير، وجرائم الشرف التي تقتل النساء ذريعة الحفاظ على الشرف وغيرها من النماذج المخزية المرفوضة من قبل الدين الإسلامي. ومن أهم أسباب انتشار العنف ضد المرأة هي السمات الشخصية المرتبطة بالرجل مثل تدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي ومحدودية مستوى التعليم، أو تعاطي الكحول، او المخدرات، أو انتهاج السلوكيات السلبية إزاء النساء، أو شهادة حالات من العنف المنزلي الممارس ضد المرأة، أو التعرّض للإيذاء في مرحلة الطفولة، فالعنف الموجه للمرأة يؤثر فيها من الناحية النفسية والجسدية فهو يسهم في زيادة مخاطر الاكتئاب واضطرابات الإجهاد، ومشاكل النوم واضطرابات الأكل والضيق الانفعالي. أما بخصوص المشكلات الجسدية الناتجة عن العنف فهي عديدة منها: حدوث الصداع وآلام الظهر وآلام البطن والألم الليفي العضلي والاضطرابات المعدية المعوية ونقص القدرة على التحرّك وتدهور الحالة الصحية عموماً. فالمرأة يا سيدي عامود المجتمع وأساسة والأم المنتجة للأبناء أصحاء والكنز والثروة التي تثريك فحافظ عليها بحنانك وحبك وعطفك كي تبقى دائما ثرياً بها.