تنطلق بقسم العربية بجامعة الملك سعود بالرياض بعد أقل من شهر _من 7_9 مارس 2010 _فعاليات الندوة العلمية الدولية المحكمة (قضايا المنهج في اللغة والأدب النظرية والتطبيق). وتستضيف هذه الندوة المنهجية الرصينة كوكبة متميزة من علماء وباحثين ونقاد في قضايا اللغة واللسانيات والأدب والنظرية النقدية من الوطن العربي: من المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والعراق وسوريا والأردن والبحرين إلى جانب مشاركة فاعلة من جامعة إنديانا بالولايات المتحدةالأمريكية ممثلة في المستشرقة الأمريكية البروفيسورة سوزان ستيتيكفتش. وتؤسس محاور الندوة رؤية متكاملة لقضايا المنهج النظرية والتطبيقية؛ إذ يقوم المحور الأول على بيان المنهج وأبعاده المعرفية، ويتناول المحور الثاني قضايا المناهج اللغوية وتطبيقاتها، ويتخصص المحور الثالث بقضايا المنهج في النظرية النقدية والدراسات الأدبية وتطبيقاتها أما المحور الأخير فهو قائم على معالجة قضايا المناهج في الدراسات البلاغية والأسلوبية وتطبيقاتها. إن انعقاد مثل هذه الندوة المهمة بقسم العربية بجامعة الملك سعود يؤكد الرصانة العريقة والتقاليد المنهجية الراسخة والانفتاح المعرفي والثقافي الذي تمتلكه رؤية هذه الجامعة الطموح التي مضى على إنشائها الآن قرابة نصف القرن، والتي استطاعت بخطى استراتيجية دقيقة وواثقة أن تحظى بسمعة أكاديمية عالمية مرموقة بوصفها واحدة من أفضل الجامعات العالمية والأولى عربياً وفق تصنيف شنغهاي الأخير لأفضل الجامعات العالمية المرموقة.وقسم العربية في هذه الجامعة الطموح كان ولا يزال مولِّداً لعدد من النقاد والباحثين الذي أخذوا مكانتهم على مستوى المشهد الفكري والثقافي والنقدي والذين تمثل نتاجاتهم الفكرية واشتغالاتهم البحثية إضافات رصينة في الثقافة العربية المعاصرة. تأتي أهمية ندوة قضايا المنهج في اللغة والأدب من كون مسألة المنهج تحظى بأهمية كبرى على صعيد الاشتغال في النظرية الغربية وكذلك في مجال الاشتغال على الصعيد الفلسفي. وكان لا يزال عدد كبير من الفلاسفة والنقاد الغربيين وكذلك النقاد الأكاديميون تؤرقهم قضايا المنهج بتشابكاتها مع رمزية المؤسسات على اختلاف تنوعاتها وتشابكها كذلك مع سلطة السياسي والثقافي والمعرفي. فإذا جئنا إلى الوطن العربي نجد أن قضايا المنهج تكتسب تعقيدات أكبر متأتية من قضايا التلقي والتأويل ومدى مناسبة السياقات الثقافية العربية لخلق مواءمة بين التراث والمعاصرة ناهيك عن قدرة المؤسسات الأكاديمية العربية مثل الجامعات على مواكبة مثل هذه التحديات ولا سيما في المقررات الجامعية إلى جانب البحث العلمي لأعضائها. نتمنى على ندوة قضايا المنهج بجامعة الملك سعود ألا تكتفي بندوة واحدة فقط، وأن تكون هذه الندوة الأولى المؤسسة لسلسة من الندوات التالية في الموضوع نفسه بحيث تتخصص كل ندوة في فرع معرفي معين: كأن تخُصص ندوة كاملة عن قضايا المناهج في الدراسات البلاغية والأسلوبية وتطبيقاتها، وهو موضوع واسع يستحق ندوة كاملة. وأنا أكيدة أن الناتج سيأتي على قدر كبير من الرصانة والجدة والعمق. تحياتي للجنة المنظمة لندوة قضايا المنهج في اللغة والأدب وعلى رأسهم الأستاذة الدكتورة نورة الشملان وكذلك الدكتور علي المعيوف الذي يقوم بوظيفة التواصل مع الأساتذة المشاركين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. والشكر موصول أيضاً لجامعة الملك سعود وللقائمين عليها. وأقول لهم ننظر إليكم في الخليج العربي بوصفكم الجامعة الرائدة الطموح ذات السمعة العالمية المرموقة فدمتم مناراً ونبراساً حاضناً للعلم والعلماء. -------------- * أكاديمية من جامعة البحرين