نفى مسؤول اسرائيلي كبير أمس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" بالوقوف وراء اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في الامارة. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان "شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية اي دليل ذا طابع اتهامي". وكان رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم اعلن أمس الأول ان ضلوع الموساد في اغتيال المبحوح "اكيد بنسبة 99 بالمئة ان لم يكن مئة بالمئة". وقال المسؤول الاسرائيلي "حتى اليوم لا احد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة" المبحوح، الذي عثر على جثته في احد فنادق دبي في 20 كانون الثاني/يناير. وتابع "حتى انه ليس هناك اي دليل على انه اغتيل. كل ما نراه هو اشرطة فيديو لاناس يتحدثون عبر الهاتف". وبناء عليه اعتبر المسؤول الاسرائيلي ان التهديد باصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس جهاز الموساد مئير داغان امر "سخيف". وكان الفريق ضاحي خلفان اعلن انه "في حال ثبت ان الموساد يقف وراء الجريمة، وهو الامر المرجح الان، (سنطالب) باصدار نشرة حمراء بحق رئيس الموساد لمطاردته من قبل الانتربول باعتباره قاتلا". وتخفي دبي خلف انفتاحها واستضافتها لمئات الالاف من المقيمين الاجانب هاجسا امنيا في منطقة غارقة في التحديات الجيوسياسية مكنها من كشف قتلة القيادي في حماس محمود المبحوح بسرعة قياسية، بحسب خبراء. واكد خبراء امنيون لوكالة فرانس برس ان هذا الانفتاح يقتضي وجود "عملية امنية ضخمة" الا انها غير ظاهرة ولا يشعر بها غالبية الناس. وتتحكم شرطة الامارة التي يشكل الاجانب اكثر من 80% من سكانها، بشبكة كاميرات مراقبة واسعة سمحت بكشف ادق تفاصيل المجموعة غير المسلحة التي قتلت المبحوح في احد فنادق الامارة، في عملية كان يفترض ان تكون محكمة. وقال رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ان "الامن في دبي موضوع قلق مستمر وهوس مستمر"، مشيرا الى انه "هوس ايجابي وليس جنونا". واوضح ان "دبي تعتمد بشكل اساسي على الخدمات والسياحة ويعيش على ارضها اشخاص من 203 جنسيات وهي مدينة مفتوحة، ويترتب على ذلك مسؤوليات امنية مضاعفة". وذكر الخبير ان دبي تدير "عملية امنية ضخمة" و"غير سهلة على الاطلاق" و"تملك انظمة استخبارات ومراقبة واستطلاع على مستوى عال من التقنية، فكل المرافق والفنادق والمراكز التجارية مراقبة". كما اشار الخبير الى امتلاك الامارة "نظاما استخباراتيا بشريا دقيقا وسريعا اضافة الى اتصالات دولية عالية ومركز قيادة لجمع المعلومات وتحليلها". واضاف "يكفي ان نتخيل كم يوجد مترجمون لتحليل المعلومات في مدينة فيها 203 جنسيات". من جانبه، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية ابراهيم خياط ان "الاجراءات المتطورة جدا في دبي هي وسائل حماية وليست وسائل قمعية ولها قدرة رادعة ايضا ولا تخدش الحرية الشخصية، على عكس اماكن اخرى مثل الولاياتالمتحدة حيث يتم التعرض لاجساد المسافرين بدعوى الحفاظ على الامن". واوضح خياط ان دبي "يقطنها مليونا اجنبي الى جانب 400 الف مواطن، وهناك عشرة ملايين سائح سنويا واربعون مليون شخص يستخدمون مطار الامارة، وبالتالي هناك حرص كبير على الحفاظ على سلامة المجتمع من دون التدخل بحياة الناس ومن خلال مقاربة ناعمة". الا ان الجهة التي نفذت اغتيال المبحوح، والتي يرجح كثيرون ان تكون الموساد، لم تأخذ على ما يبدو كل هذه المعطيات بجدية وهي "خسرت الكثير".