** كان بودي أن أسأل وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة "هيلاري كلينتون"التي زارت- يوم أمس- مدينة جدة..والتقت بطالبات "كلية دار الحكمة" فيها.. ** كان بودي أن أسألها :ماذا رأيت؟! ** وماذا سمعت من واجهة المستقبل المشرق لبلد شوه البعض صورته "الجميلة"وأساءوا إليه..رغم كل هذا الجمال..الذي يتمتع به الإنسان والإنسانة السعودية..؟ ** وكيف وجدت وعي بنات المستقبل..وتطلعاتهن إلى المزيد من الطموحات..؟! ** وإلى أي مدى وجدت فيهن صورة أحلام الأوطان المتفتحة..والناضجة..والكبيرة؟! ** وهل أدركت حقيقة الثراء الذي تتمتع به هذه البلاد..الثراء الحسي..والثراء المعرفي..والثراء الإنساني..بالإضافة إلى الثراء المادي.. ** فالمرأة لدينا اليوم..شأنها شأن بقية الرجال تُشكل الثروة الحقيقية الأولى التي نعتمد عليها..ونخطط على أساسها لمستقبل أجمل..وليس على ثروة البترول التي وصمنا العالم بها..وكأنها كل هويتنا..وكل مصادر قوتنا..وكل سبب حضورنا القوي في محافله ومنتدياته وعلى قوائم حساباته ** ذلك أن كل فتاة تدرس في كلية دار الحكمة.. ** هي نموذج مشرف لفتاة المملكة التي تقدم نفسها للعالم بكل اقتدار من خلال مراكز الأبحاث..وبراءات الاختراع..وكليات الطب والعلوم..ومعامل الاختراعات العلمية المبتكرة ومحاضن المعرفة الإنسانية الخلاقة.. ** كلية دار الحكمة..هي الأنموذج لجسر المعرفة الممتد.. ** هذا الجسر الذي قدم للإنسانية عشرات السيدات العالمات المتخصصات..والمخترعات..والمتفوقات أمثال :"خولة الكريع، وحياة سندي،وغادة المطيري" وغيرهن كثيرات. ** وبالتأكيد فإن الوزيرة كلينتون بعد هذه الزيارة المتفردة قد تخيلت المملكة بعد عشرين سنة من الآن.. ** ليس لأنها فوجئت بعمق التفكير لدى بنات دار الحكمة فحسب.. ** وليس لأنها قد وقفت على جوانب فريدة من أوجه التميز العلمي لدى الفتاة السعودية فقط.. ** وليس لأنها قد وقفت أمام موسوعة معرفية يندر وجودها في الكثير من البلدان الأخرى.. ** وإنما لأنها وجدت أن ابنة هذه البلاد رقم مهم في حسابات البلد الذي بات يعول عليها كثيراً في خططه..ومشاريعه..وتطلعاته.. ** ولن يدهش الوزيرة غداً أن تجد مئات الوجوه التي صافحتها بالأمس في هذه الكلية النابهة وقد اعتلين مواقع المسؤولية المتقدمة..وصعدن إلى منصات التكريم العالمية..وفي الصدارة من المحافل الإقليمية والدولية عن استحقاق.. ** وسوف تتأكد السيدة "كلينتون" بنفسها بأن ما رأته في جدة..يتجسد في أكثر من (6) آلاف فتاة سعودية يتلقين تعليمهن العالي في الجامعات الأمريكية وضعفهن قي جامعات العالم الأخرى..لتدرك أنها والعالم أيضاً على موعد مع صورة مختلفة عن هذه البلاد وشعبها. ** وليت هذه الصورة الجميلة..ليت هذا الأنموذج الذي رأته الوزيرة الأمريكية ينقل إلى كل بلدان العالم حقيقة نعتز بها..ونؤكد عليها..ونفتخر بأن البلد الذي يحمل راية عقيدة السماء الصافية..والإنسانية..ينتج عقولاً كبيرة..وقلوباً نظيفة..تساهم في صنع حضارة الإنسان وتقدمه وتنشر بين ربوعه الأمان..والحرية..والمحبة..والوئام..والتفتح..والتسامح..وليس الجهل..والعنف..والتخلف. ** وأن ابنة هذا البلد تقدم نموذجاً رائعاً لمفهوم التقدم..والتحضر والانطلاق قوامه العطاء..والتميز..والنضج..والخلق الكريم والطموح الذي لا حدود ولا نهاية له.. *** ضمير مستتر: **(جمال المرأة وأناقتها في ثرائها المعرفي والأخلاقي وفي وعيها المتقدم بمسؤوليتها في صناعة المستقبل الحلم).