بعد الانتهاء من جولتي الميدانية التي جمعتني بإحدى الزميلات وذلك لإعداد عمل صحفي في موقع ما وأثناء خروجنا رأينا سيارات الأجرة حول بوابة الخروج وهي مصطفة وما أن وقفنا على الرصيف بانتظار سيارة المكتب وإذ بأصوات سائقي الأجرة السعوديين تنطلق نحونا وتتردد كالقذائف الممزوجة بالترجي (تاكسي يابنت) وعندما لم يحظوا بالإجابة منا بدا كل واحد منهم بإطلاق مفردات تبادلية فيما بينهم (تاكسي يابنت) ويرد عليه الآخر (يابنت تاكسي) بينما اندفع آخر وهو يقول (تاكسي بلاش) ليرد عليه الذي بجانبه ويقول (توصيلة) انزعجنا من تصرفات هؤلاء السائقين وكل واحدة منا تسأل الاخرى( وش السالفة) مرت عشر دقائق من الانتظار لحين وصول سيارة المكتب كانت أشبه مايكون بالعشر ساعات مضت ونحن نسمع اسطوانة مشروخة اسمها (تاكسي يابنت) وتساءلت لماذا تطبيق نظام طلب خدمة التوصيل بسيارات الأجرة يعمل لدينا بطريقة معكوسة ؟ في الخارج الشخص طالب الخدمة هو من يبحث عن سيارة الأجرة إما عن طريق الهاتف أو الفندق وليس عن طريق سائقي سيارات الأجرة الذين يقومون بملاحقة الناس على التوصيل أو (بالهجولة) في الشوارع بلا هدف متسببين في زيادة الزحمة في الشوارع والتلوث ومعتمدين في عملهم على اقتناص الفرص من خلال أي شخص يقف على الرصيف، في الخارج هناك احترام للراكب ولا فرق بين توصيل المرأة والرجل أما هنا فالمرأة لن تسلم من نظرات الافتراس والتعليق التي ستطالها حتى لو كانت تحمل بين يديها طفلا مريضا أو معاقا وأن المرأة في المجتمع لا زالت تشكل لدى البعض من الناس ماخلف العباءة ، وأن ذهنيتهم لم تستوعب بعد حجم احترامها كانسان ومكانتها كامرأة وانجازاتها كمواطنة وأنها في عيونهم مجرد أنثى داخل تلك العباءة .