من يصنع الكوابيس كان محور حلقة تمنيناها أكثر سخونة في برنامج التقرير التالي في محطة دليل مع الاستاذين جمال خاشقجي وعوض القرني...،من يصنع الكوابيس سؤال تأكيدي...؟أي إنه يؤكد وجود كوابيس مصنعة..؟؟ الإشكال الفعلي أن مجتمعنا يعيش حاله تصنيع في كثير من تحولاته الاجتماعية والثقافية وربما الادارية... الفتوى أصبحت في واقع الحال صناعة بعض الاحكام القضائية صناعة...؟إذن الصناعة دخلت المعقل الأكثر حصانة مما يعني أنها اخترقت كل شيء ،أقصد الصناعة بمفهومها العام وليس المحدد بصناعة الكوابيس فقط....؟ في تصور تحليلي أعتقد أن الكوابيس التي نعيشها طبيعية لأكثر من سبب ...،مثلا سرعة التغير الاجتماعي ..،تناقض الموقف العام أحياناً مع تداخل أدوار المؤسسات الرسمية في بعض الأحيان....؟واعتياد المجتمع السعودي على سماع صوت وفكر واحد لسنوات عديدة سواء عبر الإعلام أو في المدرسة والجامعة، وفي حال انبثاق صوت مختلف يتم التعامل معه باعتباره نشازاً ،وبالتالي تكميمه ،بينما اليوم نعيش درجة عالية من الانفتاح الفكري وتعدد الأصوات وتباين بعضها ليس بين الفئتين بل داخل الفئة نفسها .. هذا يعني أن الكوابيس ليست صناعة بقدر ماهي جزء من مخاض التغير الذي جاء في بعضه سريعاً ....،اليوم ترتفع نسبة التعايش داخل المجتمع دون حاجة لضجيج أو إعلان بل عمل وتطبيق جاء مدعوماً من المؤسسة الدينية نفسها.....،العمل على تمكين المرأة ككيان إنساني وايضاً كعنصر بناء وتنمية، وعدم حصره في إطار ضيق يصاحبه بعض تلك الكوابيس ،ولكن الواقع يؤكد أن المشروع مستمر ولم يتوقف وهذا يختلف مع أساليب العمل القديم حيث تبقى القرارات حبيسة الأدراج رغم انها في صالح المواطن والمجتمع ..مثلا قرار عمل المرأة في بيع المستلزمات النسائية رغم انه لصالح المرأة من النواحي الشرعية والاجتماعية والاقتصادية، إلا ان معارضيه ارتكزوا على بعد شرعي ....؟؟اليوم المرأة وزير ويتم تكريمها على أعلى مستوى في الدولة لأي إنجاز تحققه وهو بالمناسبة نهج إداري مثالي، حيث التكريم للتميز وليس للنوع، والتاريخ سوف يسجله لرجل الإصلاح عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله في قادم الايام... إذن الكوابيس التي نعيشها ليست إلا إرهاصات طبيعية متوقعة خاصة بعضها، لأنها سحبت مكتسبات البعض وربما أضافت مشروعية للبعض الآخر... أيضاً يبقى الواقع شاهداً قوياً على قدرتنا على الجدل وفق منهجية الجدل للجدل ،النقاش للنقاش ،مما يعني معه ضرورة تدخل المؤسسة الرسمية للحسم وفق فلسفة الأمر الواقع والتي انتهجها الملك فيصل رحمه الله في تعليم المرأة ،والآن ينتهجها خادم الحرمين لتمكين المرأة من العمل والمجتمع من النهوض والخروج الى المجتمعات المتقدمة بثوابت الدين وروح العصر....