يتساءل الرياضيون دائما بصوت واحد: ما قيمة لجان اتحاد كرة القدم؟ وما دورها في التطوير؟ وهل هي مجرد قلائد يتزين بها اتحاد كرة القدم؟ أم أنها فاعلة؟ وإن كانت كذلك، فلماذا لا تظهر تلك الأعمال، أو يظهر أثرها؟! عشر لجان كاملة تعمل في اتحاد كرة القدم هي: لجنة المنتخبات وشؤون اللاعبين، ولجنة المسابقات، ولجنة العلاقات الخارجية، ولجنة الانضباط، ولجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين، ولجنة الحكام الرئيسية، واللجنة المالية، ولجنة مراقبة وتطوير الحكام، واللجنة الفنية وشؤون المدربين، ولجنة الإعلام والإحصاء، وهي لجان يتراوح عدد أعضاء اللجنة الواحدة ما بين تسعة وخمسة أعضاء بعدد من الأعضاء يبلغ مجموعه أربعة وستين عضوا (مع التنبيه إلى أن عشرة منهم كل فرد عضو في لجنتين!، وهي لجان تجتمع بشكل دوري، لكنها عادة ما تكون اجتماعات مغيبة عن الإعلام، ولا يظهر سوى الجزء اليسير من أعمالها مما يبحث الإعلام عنه بنفسه مما يهم الأندية فحسب، وتتراوح فيما بينها من حيث الأهمية والبروز، ففي الوقت الذي ظلت لجنة الانضباط، ولجنة المسابقات في الواجهة نتيجة حتمية لدورهما الفاعل على الساحة الرياضية، ولكثرة النقد الذي وجه لهما بسبب الملاحظات المتعددة عليها، ويضاف لهما لجنة الحكام التي كانت النتيجة الدورية لأخطائها حلها وتشكيل لجنة جديدة، فإن لجانا أخرى لا يُعلم الدور التي تقوم به، وهل لها أثر إيجابي، أم أنها مجرد لجان شكلية؟ ولعل مما يجدر ذكرها مثلا على غياب الدور، أو تغييبه: لجنة العلاقات الخارجية، واللجنة المالية، وليس ببعيد عنهما لجنة الإعلام والإحصاء التي يعمل فيها زملاء أعزاء لم أر شخصيا من لجنتهم ما يقدمونه للجمهور الرياضي سوى معلومات قليلة يقدمها أحد الزملاء الأعضاء في صحيفته! كان صوت الاحتجاج الظاهر لتلك اللجان تداخل أعضائها، وارتباك العمل، وازدواجية القرارات، وهو ما جعل الرياضيين يظهرون صوت الاحتجاج كثيرا، خاصة على لجنة المسابقات صاحبة بعثرة مسابقات الموسم، وبالتالي مبارياته، ولجنة الانضباط صاحبة الانتقائية في العقاب، هذا بالطبع لا يعني اتهامها بالفشل، فالذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ، لكنه نقد الأخطاء، ومن ثم تقديمه إلى اللجان المستهدفة لتقلل منه مستقبلا. إن لجنة التطوير التي تم استحداثها بعد فشل المنتخب الأول في الوصول إلى نهائيات كأس العالم معنية بدراسة اللجان أيضا، ما هي مخرجاتها؟ خاصة إذا أدركنا أن أبرز معوقات العمل التي هي المادة زالت بعد حضور (زين) ودعمها مسابقة الدوري بشكل كبير، وهو ما يشير إلى أن الأعضاء شبه محترفين لكونهم يحصلون على مقابل نظير ما يعملونه.