السعادة مادة كيميائية تفرزها أجسادنا حين نكون بأمس الحاجة لها .. تكاد تكون السعادة أعظم اختراع عرفته البشرية .. أقول اختراع لأنني على يقين بأن السعادة نصنعها بأيدينا .. وأن الانسان باختياره وقراره يكون سعيدا أو غير ذلك .. وما أكثر ما يمكن للانسان أن يصنعه بنفسه .. فالكثير من الصفات نكتسبها برغبتنا .. ولا اصدق من يقول إن هناك صفات تتكون لدى الانسان بالفطرة .. فالسعادة والكرم والرضا والقناعة والمودة والإنصاف والصدق وغيرها .. جميعها من الصفات التي يمكن للانسان أن يكتسبها بالرغبة .. كما أنه يمكن له أن يتخلص من الصفات السيئة كالجشع والطمع والحسد والحقد والغيرة والأنانية والكره بالرغبة والإرادة أيضا .. فلا يمكن القول إن الفرد يولد وبه كثير من صفات السوء التي لا يمكن التخلص منها .. فتلك الصفات هي رغبات مكتسبة يمكن للإنسان إصلاحها وتعديلها الى الأفضل. هناك من البشر من لديهم قدرة فائقة في تغيير مسار حياتهم إلى الأفضل .. ونجدهم قادرين على التكيف مع الظروف المحيطة بهم .. والأهم لديهم عزيمة عالية وإصرار قوي على عدم الاستسلام للواقع .. وأن الإنسان بامكانه تغيير هذا الواقع متى ما أراد ذلك .. وكنت دائم القول بأن الانسان الذكي والناجح هو من يمتلك دائما البدائل والحلول .. البدائل للخروج من أي مأزق .. والحلول الواجبة لأي مشكلة مستعصية .. وهناك من البشر من ابتلاهم الله بسخطه .. وحل عليهم غضبه .. تجدهم وقد تلبّسهم شيطان الهمّ والكآبة ولبسهم السوء الذي انغمسوا فيه ونثروه على من حولهم. هناك من الناس من يعيش حياته كما ينبغي .. لا يقبل بالنكد أو الهم أن يكون قرينا له .. يحسن تغيير مزاجه وطرد السيئ من أفكاره واستبدال طاقاته السلبية بأخرى ايجابية فنجده مرتاح البال مستقر الأحوال .. لا يستسلم لليأس ولا يخنع للاحباط ويجيد تغيير واقعه الى الأفضل والأمثل .. بل ويسعى إلى أن تنتشر هذه الطاقة الايجابية لتشمل الجميع. إننا نرضى بما كتبه الله لنا .. والقناعة كنز لا يفنى .. لكننا كذلك يجب أن نسعى بكل طاقتنا وامكاناتنا لتحقيق ما هو أفضل في هذه الدنيا .. والقناعة لا تعني بأن نستسلم للواقع إذا كان لا يرضي طموحنا ولا يحقق تطلعاتنا .. القناعة أن نقبل بما كتبه الله لنا ونسعى لتحقيق الأفضل دون السخط على واقعنا وما قسمه الله لنا .. لذلك يجب على كل منا أن يكون طاقة ايجابية له وللآخرين من حوله .. وأن يكون عاملا مساعدا لتحقيق معادلة السعادة .. والسعادة فعل جماعي .. فلا يمكن أن تكون سعيدا وسط مجموعة من التعساء .. ودمتم سالمين.