ضمن المشاريع التطويرية التي تشهدها جامعة الملك سعود بشكل عام، وعمادة شؤون المكتبات بشكل خاص اقتنت مكتبة الأمير سلمان المركزية مؤخراً معملاً متكاملاً لتعقيم المخطوطات وترميمها. وهو من أكبر معامل الترميم الخاصة بالمخطوطات وأحدثها على مستوى الشرق الأوسط. ويمتاز هذا المعمل بتقنية عالية في الحفاظ على المخطوطة وتساعد قدرة المعمل على الدقة المتناهية على الكشف عن محتوى المخطوطة وتمييز خطوطها وحبرها ومكوناتها وخامتها الأصلية أو المقلدة وغير ذلك من الخدمات المهمة في مجال المخطوطات، ليساهم بشكل كبير في الحفاظ على التراث العربي الإسلامي المخطوط. وقال عميد شؤون المكتبات المكلّف د.ناصر الحجيلان إن المعمل يتكون من العديد من الأجهزة منها: جهاز التعقيم الذي يعمل بواسطة غاز الأوزون و يستوعب حوالي (200) مخطوطة في الدورة الواحدة التي تستغرق (24) ساعة يقتل فيها الحشرات وجميع البكتيريا المتغلغلة داخل الأوراق. ومنها جهاز التنظيف الذي يقوم بسحب الغبار والأتربة ومزود بفرشات تقوم بتنظيف المخطوطة بعد فك جلد المخطوط أتوماتيكيًا. وهناك جهاز قياس الحموضة الذي به تتحدد درجة حموضة الورق وبذلك تعرف نسبة المحاليل الكيميائية التي تناسب كل مخطوطة. ويتبع هذا المعمل جهاز ترميم آلي تصل درجة حرارته إلى (120) درجة مئوية، ويستخدم لتقوية ورق المخطوطات التي لم ترمم من قبل، وذلك عن طريق إضافة نوع خاص من البلاستك فوق ورق المخطوط لتقويتها وعزلها عن المؤثرات الطبيعية. وذكر الأستاذ صالح القرني، رئيس قسم المخطوطات، أن هذا القسم يحظى بالدعم والعناية من عميد شؤون المكتبات، ويلقى التقدير الاهتمام من معالي مدير الجامعة ومن وكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي. وقد شكلت مؤخراً لجنة للمخطوطات تتكون من د.عبدالعزيز المانع، الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية، رئيساً، وعضوية كل من أ.صالح الحجي وأ.صالح القرني. ومن مهام اللجنة، إضافة إلى الإشراف على المعمل وتقدير احتياجاته، إعادة تصنيف المخطوطات حسب أهميتها وموضوعاتها، والنظر في شراء المخطوطات واقتنائها من مختلف الأماكن في العالم ووضع الضوابط العلمية للفهرسة والتصنيف الخاص بالنوادر والمقتنيات وغيرها من أوعية المعلومات التي تدخل ضمن المجموعات الخاصة.