قرأت قبل فترة خبر سقوط طائرة اثيوبية وعلى متنها مجموعة من الركاب والجهات الحكومية يبحثون عن الصندوق الأسود الذي لا يغادر كبيرة أو صغيرة إلا وأحصاها، تبادرت إلى ذهني فكرة وهو لماذا لا استحدث مثل هذا الصندوق في إدارتي التي كنت أترأسها يوماً من الأيام.. فكل يوم نسمع عن المديرة الفلانية تم توجيه لفت نظر لها من قبل المديرة المباشرة بسبب شكوى جماعية كيدية تقدمت بها الموظفات المهملات في العمل لأن سياسة المديرة هو الانضباط في العمل وتلك السياسة تعارضت مع مصالحهم، وبالطبع المديرة دافعت عن نفسها لكن لم يؤخذ دفاعها بعين الاعتبار بسبب كثرة الشهود ولعدم وجود أدلة ملموسة أو أوراق رسمية تثبت صحة ذلك الدفاع، وبسبب ما ذكرته سابقاً قررت أن أكون أكثر حيطة وحذر وأتيت لمكتبي في الصباح مبكراً وقمت بالاتصال على الادارة المساندة وطلب ملف على عدد فريق العمل لدي شرط أن يكون لونه أسود لحاجتي الماسة إليه، فمن حقي كمديرة أن أحمي نفسي من أي شكوى كيدية ممكن أن أتعرض لها من قبل موظفة متقاعسة عن عملها ويصبح لدي الدليل الكافي لتقصيرها في العمل، الموظفة الفلانية تأخرت عن وقت الدوام أطلب منها تعبئة نموذج تأخير أعددته مسبقاً، الموظفة الفلانية رفضت تكليف لها بعمل اداري واعتذرت بأعذار واهية اطلب منها تعبئة نموذج اعتذار عن تكليف قمت بإعداده مسبقاً، وأختم النموذج بتوقيع من تلك الموظفة وأرفقه في صندوقها أو ملفها الأسود، وفي نهاية كل عام أتخلص من تلك الصناديق السوداء وأبدأ عامي الجديد بصفحة جديدة وصناديق سوداء فارغة. * عضو هيئة تدريس مهارات اتصال