إن الإنفاق على التعليم له مردود عظيم على الوطن والمواطن، وبناء الاقتصاد الحديث يعتمد على الاستثمار في الإنسان لأن التنمية البشرية مرتبطة أساسا بالتنمية الاقتصادية ، ويرتقي أداء الفرد عندما يتم استخدام الموارد المالية جيداً عن طريق ربط التعليم بعملية التنمية الاقتصادية ، هنا تبرز أهمية الاستثمار في قطاع التربية والتعليم ومعرفة الحاجات المستقبلية من القوى العاملة من المؤهلين والمهنيين لتلبية حاجة المجتمع والوطن من القوى العاملة المؤهلة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين فرص الرخاء ورفع مستوى المعيشة للمواطنين وتخفيض معدلات الجريمة في الوطن ، من هنا انطلق مشروع الملك عبدالله أعزه الله للابتعاث الخارجي. ونشيد بالتجربة البناءة والجهود المميزة من وزارة التعليم العالي ممثلة في معالي وزيرها ومعالي نائبه وسعادة الأستاذ عثمان الثابت بتدشين أول معرض دولي للتعليمِ العالي يقام في عاصمة العلم والثقافة والاقتصاد في مدينة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره والذي دائماً يدعو إلى تنمية الاستثمار في الإنسان السعودي وتنمية الموارد البشرية والقوى العاملة الوطنية من خلال توجيهاته السامية إلى مجلس التعليم العالي بالإنفاق على التعليم والتدريب للاستفادة من الخبرات الدولية في مختلف العلوم الفنية والتقنية والصناعية. لقد كان المعرض فرصة مميزة للمبتعثين ولراغبي الدراسة في الخارج الاطلاع على ما لدى الجامعات العالمية من إمكانات وتخصصات والتعرف على طبيعة أنظمتها التعليمية حيث يعتبر هذا المعرض نموذجاً مصغراً يحتوي على كثير من البيئات الأكاديمية التي توفرها هذه الجامعات ويحتاجها الطالب أثناء ابتعاثه بالإضافة إلى أن هذا المعرض يضم أكثر من ثلاثمائة ممثل للجامعات الخارجية ونخبة من مؤسساتِ التعليم العالي العالمية الراقية والتي تقدر ب300 جامعة عالمية مشاركة بمختلفِ الخبراتِ العالمية والعلمية والبحثية مع الجامعات السعودية وذلك لاستقطاب الدارسين من كافة المواطنين السعوديين وابتعاثهم للدراسة خارج المملكة في أي مكان حول العالم للحصول على درجة عالية من الكفاءة العلمية. لقد وصل عدد المبتعثين السعوديين إلى أكثر من (80) ألف مبتعث في تخصصات مختلفة في أكثر من (16) دولة في جامعات مرموقة ومعروفة وذات سجل أكاديمي عال ، وقد شمل برنامج الابتعاث الخارجي مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وغيرها من التخصصات العلمية الأخرى التي تساعد على التطور والرقي والنهوض بالمنظومة التعليمية وتعزيز التنمية الاقتصادية وزيادة القوى الوطنية العاملة للاستثمار في الإنسان والمجتمع لتلبية حاجات الاقتصاد الوطني ، وتحقيق التنمية المستدامة وهذا ما تسعى إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملكِ عبدِالله بن عبدِالعزيز وسمو ولي عهدِه الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله في الاستثمار الأمثل في الإنسان السعودي ، *مستشار مالي عضو جمعية الاقتصاد السعودية