لا يمكن لأي مراقب للفريق الهلالي أن يتجاوز الدور الذي لعبه نجم الموسم محمد الشلهوب، أو ان يمر مرور الكرام على إبداعات السويدي ويلهامسون، او ان يتغاضى عن تألق الروماني رادوي الذي يعد أيقونة الخطة (الغريتسية)، أو أن يغض الطرف عن قائد كتيبة دفاعات الزعيم أسامة هوساوي، أو لا يلتفت للحضور الناجح للكوري لي يونج بيو والبرازيلي تياغو نيفيز ومعه بقية الكوكبة (الزرقاء) من اللاعبين السعوديين كالزوري والغنام والقحطاني وغيرهم؛ بيد أن كل تلك الابداعات التي سطرها نجوم (الزعيم) في وادٍ وإبداعات حارس القرن الآسيوي محمد الدعيع في وادٍ.فالدعيع الذي يسير في ربيعه الثامن والثلاثين أثبت خلال مباريات الدوري انه الرهان الأربح والورقة الأقوى في الفريق الهلالي من خلال تألقه الذي بلغ حد البراعة، وهو ما تثبته المشاهدة، وتؤكده الأرقام، حتى وإن حاولت تلك الأرقام أن تهضم حقوق الدعيع. فإحصائيات الدوري كلها تشير إلى ان أقوى دفاع حتى الجولة 20 هو الدفاع الهلالي حيث لم يلج المرمى (الأزرق) سوى 15 هدافاً، بنسبة أقل من هدف في المباراة الواحدة، غير ان تلك الإحصائيات تنسب هذا النجاح للدفاع الهلال وتتجاوز من يقف ذائداً عن الشباك وهو الدعيع الذي مازال هو مصدر الاطمئنان في (الكتيبة الزرقاء) وخط الدفاع الأول فيها. وإن كان تألق الدعيع غير مستغرب وهو الذي سجل اسمه كأهم حارس في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية على السواء، غير أن المستغرب أن يستمر هذا التألق وعلى هذا النحو وهو يسير في عقده الرابع، متفوقاً في ذلك على كل الحراس الذين مازالوا في عز شبابهم وحيويتهم. ويبدو أن الدعيع عاقد العزم على مواصلة رحلته مع العطاء المبهر حتى اليوم الأخير الذي سيقف فيه أمام الشباك، وحتى آخر قطرة عرق يبذلها من جبينه الذي ما برح يتعفر تألقاً، ويتلألأ إبداعاً، وهو قادر على ذلك في ظل التزامه بتدريباته، وإدراكه بقيمته وتاريخه، وقبل ذلك بقيمة ومكانة الفريق الذي يمثله.