أين لعبتي.... في مجتمع ما على الكرة الأرضية تذهب الفتاة الصغيرة لتلعب مع أقرانها الصغار الكل ينعم برمال نظيفة للعب مع أن المحيط البيئي حولها أرض خضراء ولكن لأن أنامل الصغار تنمو أفضل في تحريك الرمال تم تحويل الرمل إلى جزء من تعليم الصغار...؟ هناك أيضاً في مجتمع ما بعيد حيث استدارة الكرة الأرضية...،لاتفتح الصغيرة باب غرفتها لأحد إلا بعد أن يستأذن منها ...،وبعد أن يطرق الباب وتسمح له بالدخول ...هو لايدخل ليخبرها أنها ستتزوج من رجل يكبرها عشرات السنين أبداً، بل ليس له حق في ذلك ...،والأكيد انه لن يخبرها عدم قدرتها على الدخول للمدرسة لأنه لم يضفها لدفتر العائلة..أبداً ولكن ليسألها عن نوع القصة التي تريد قراءتها أثناء خروجه وأمها للعمل...،أو ليطلب منها الخروج معهم لتشارك في شراء هدايا بدء السنة الجديدة...؟ وفي مجتمع آخر على الكرة الأرضية أصبحت الصغيرة وسيلة لعقد الصفقات بين الأب والزوج تارة ،وبين الأب والأم تارة أخرى، وتلك الصغيرة لاتعلم شيئاً، عليها فقط أن تبتسم وأن تستعد لتكون جزءاً من مرح زوجها المسائي ...؟في مشهد من مشاهد المسرح الاجتماعي حيث المرأة جوهرة مكنونة ودرة مصونة، يحكى أن فتاة صغيرة تم تزويجها دون علمها وأن أمها انتفضت لحمايتها من غارات الزوج المتكررة ثم تنازلت عن القضية لأسباب أو أخرى لايهم، ولكن في هذا المجتمع حيث تكريم المرأة جزء من منظومة الفكر الاجتماعي والسلوك الاجتماعي فقد اكتفت مؤسسات حماية الإنسان بالغاً أو طفلاً بقراءة الأحداث باعتبارها جزءاً من رواية اجتماعية، ومشاركة الصغيرة وجدانياً، ثم انكب الجميع على أعمالهم فلا خوف عليها او على الصغيرات عموما فهن ينتسبن لمجتمع يكرم المرأة كما لو كانت الجوهرة الوحيدة في حياة مجتمع الإنسانيه...،إياكم والاعتقاد أن الصغيرة كانت جزءاً من صفقه بين الأطراف أبداً، بل كانت جزءاً من مشهد اجتماعي يكسب فيه الأكثر قدرة على قراءة مابين السطور ... مرة أخرى على سطح الكرة الأرضية كانت هناك فتاة دامعة لأنها رأت بأم عينها فتاة أخرى تقف المؤسسات الأمنيه لحمايتها من والدها الذي ضربها بينما هي لاترى حولها أحداً سوى رجل يلتهمها كل مساء ودموعها تسبق انتفاضة جسدها الصغير باعتماد من مؤسسات القضاء التي لاترى بأساً في زواج الصغيرات، فنحن مجتمع قليل التكاثر ونسبة الإخصاب فيه ضعيفة لدرجة ان تزويج الصغيرات سوف ينقذ الأمة من الانقراض مما يعني معه الحرص على زواج الأطفال، فلا عوانس في البلاد ولامطلقات ،ولاأرامل يردن الزواج..، الأمن الاجتماعي مستتب والكل متزوج ،لم يبق إلا الصغيرات، ولضرورة التكاثر تم تزويجهن وليس لأسباب أخرى فلا تكثروا أيها الإعلاميون اللوم، بل انظروا للأمر باعتباره الاجتماعي المرتبط بخصوصية المجتمع السعودي ،فالأبناء أسرى لدفتر العائلة والبنات أسيرات لمفهوم الزواج، مع تطور مسميات الزواج..ربما نحن أمام زواج المقصار..؟