أشتاتاَ أشتوت ...لعل هذه الكلمة كنا نسمعها من الممثل المصري اسماعيل ياسين في أفلامه الفكاهية عندما يظهر له مارد من مصباح قديم ويقول له أنا العفريت فيصيح إسماعيل ياسين بهذه الكلمة. لكننا نرى اليوم الفكاهة أصبحت واقعاً، فقد بدأت بعض القنوات الفضائية بأعمال السحر والشعوذة على الهواء مباشرة، فنرى أحدهم وقد لبس عباءة ولحية مركبة وسبحة طولها متر ونصف ومضيفته تدعي أنها مذيعة وتلبس فستان سهرة سوارية نصف عريان بجانب الدجال، ليبدأ يتمتم ويغمض عينيه ويبحلق للأعلى ومن ثم تبدأ الاتصالات تنهال عليه معظمها من النساء ليسألها عن اسمها واسم أمها واسم زوجها واسم أم زوجها ليقول لها بأن هناك مشاكل سابقة بينكما (طبيعي أي زوج وزوجة أن تكون بينهما مشاكل سابقة) ومن ثم يبدأ بإثارة الغيرة ليقول لها (أي للزوجة المتصلة) أن هناك امرأة أخرى تحاول الدخول في عالمكم وإنه (اي الدجال) سيخاطب أحدهم لإبعاد هذه الدخيلة على حياتهم ويطالبها بمعاودة الاتصال يومياً ليتابع حالتها طبعاً لكي يزيد دخل القناة من هذه الاتصالات، هذا إضافة إلى الاتفاقات السرية مع بعض المتصلات يدعين أن الأمر تحسن معهن بعد نصيحة الدجال لتشجع غيرها على الاتصال. صورة ثانية في قناة أخرى لامرأة تلبس الأسود وفوق هذه الملابس أساور ذهبية والمذيعة محجبة لتبدأ الاتصالات عليها بمشاكل زوجية وغير ذلك، وما يزيد الأمر سوءاً هو أن هذه الدجالة تقول بأن لديها خلوة يومية من الساعة 3 صباحاً حتى الساعة التاسعة صباحاً تقوم بتحضير توكيلات مع الجن لفك السحر والمحبة والرزق (العياذ بالله) وتقول بأنها تفتح المندل لترى ماذا سيحدث؟ أعوذ بالله منهم، وتقوم بحث المتصلات على المتابعة بالاتصالات لمزيد من النقود لها وللقناة وتبدأ تنبؤاتها الباطلة بمندل وقد وضع على طاولتها هذا إضافة إلى أخرى تضع يدها في ابريق ماء وتبدأ بادارة أصبعها بشكل دائري للتحدث عن المستقبل والسحر والمحبة والرزق ...هذه بعض من صور الشعوذة الفضائية. لابد هنا من إعلام مضاد يكشف أكاذيب وشعوذات هذه البرامج وهذه الأقنية التي تعمل على التلاعب باسم الدين ويدعون بأن لهم القدرة الخيالية والخارقة والخفية، لابد من أن نقف لهؤلاء المشعوذين والمشعوذات لكي لا يغرروا بالمراهقات والمراهقين والعقول الساذجة ويجب على الإعلام المضاد لهم من التوعية بخطر هؤلاء على الفكر الإسلامي والعربي والغريب بالأمر هو سماح الهيئات المسؤولة عن الأقمار الصناعية لمثل هذه القنوات بممارسة الشعوذة الفضائية! بل ويجب أن نقف بوجوههم حتى بالبرامج الاجتماعية والمسلسلات الناقدة، فكثير من الأحيان مجابهة فكر ضال معين بمثل هذه البرامج له استجابة عالية جداً لإنها تخاطب العقل قبل الوجدان بكل وضوح ومنطقية فقنوات الشعوذة تجد أصحاب القلوب الضعيفة والعقول الساذجة فرصة سانحة لبث سمومهم وأفكارهم الهدامة. نسأل الله أن يحمي أمة الإسلام والمسلمين من شر هؤلاء المشعوذين ومن يدعمهم، وأن يخزيهم ويكشف كذبهم للعالم أجمع.