فتحنا عيوننا على العيال اللّي (كبرت) .. قلنا ( معليش ) ، الصغير يكبر .. ثم شاهدنا أفلام ( اللص الظريف ) على الهواء مباشرة .! قلنا لهم : امسكوه .. قالوا لنا : يتيم .. يسعى على عيال له خلف المحيط الهادي .. قلنا : أدبوا العيال ، قبل أن تحل علينا لعنة أبيهم ، لأن العرق دساس .! لكنهم سكتوا .. فسكتنا .. ودخل الجميع في حكم المسكوت عنه بالمعية .! أمضى ، المأسوف على شبابه ، ردحا من الزمن في سجن الخوف مما (لا تحمد عقباه) .. وفي كل يوم جديد ، من عمره المديد ، كان يضيف الى القائمة (محظورا) جديدا (لا تحمد عقباه) .. حتى أصبح من العسير العثور على قول او فعل يمكن أن (تحمد عقباه) .! مسؤول صديقي وحده عن أحكام ( اختيارية ) قضاها في غياهب الوهم ، خائفاً يترقب .! وقتها ، كان يسوّق لحساب الآخرين ، سنين من المثالية (الزائفة) .. اقتاتت خيالاته وأحلامه .. ومضغتها على أقل من مهلها .! كان فيما مضى وانقضى ديكا عربيا يشار بالبنان الى عُرفه الاحمر .. يهتز بين دجاجات الحظيرة عاليا خفاقا .. وهاهي السنون المتوالية تلوي عرفه الأحمر حتى تهدّل على خدّيه ، كما شعر رأس ( أنور وجدي ) في أفلام الثلاثينيات مع الفارق.! استلمه الحكواتية الذين نذروا أنفسهم في سبيل تسويق ( الحكمة ) .. وتلهوا بفكره ، مثلما ( تتلهىّ ) قطعان الثعالب بأفراخ الدجاج ، قبل أن تأوي إلى الظل متثائبة ، تذب بذيولها الطويلة أسراب الذباب .! قلت له : ما دام في العمر بقية انجُ بما بقي من (عُرفك الأحمر) ، وتعهد أفراخك قبل أن يضلهم ( السّامريّ ) ، فيخرج لهم عجلا له خوار .! دائما هناك أمل في النجاة يا صاحبي .. علينا فقط أن نوقف (الملهاة) ، قبل أن تصل إلى الحلقة الأخيرة ، ويقول لنا المخرج : (فركش).! هناك وقت لا يهم إن كان طويلا أو قصيرا لكي تحلم وتتخيل على هواك ، لكن على مسؤوليتك طبعا ، لأن (كل حي معلّق من عرقوبه) .! لا تعبأ سواء رغب الآخرون في أحلامك أو رغبوا عنها ، فإن لهم أحلامهم الجميلة و(كراعينهم) الطويلة .. والأرض تسع كل الراكضين .! لا يكفي أن تضحك من صمت ( الحيطان ) .. اضحك واركض حتى تجعلها تهتز.. وليغضب ( السّامري ) ما وسعه الغضب يا صاحبي .! * * * سطر .. من دفتر الشعر : "ماضيك لا أنوي إثارته حسبي بأنك هاهنا اللآنا عن أمس لا تتكلمي أبداً وتألقي شعراً وأجفانا أخطاؤك الصغرى أمرّ بها وأحوّل الأشواك ريحانا لولا المحبة في جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا ".!