ربما لم تقع دولة قطر كثيراً في حيرة اثناء اختيار أول سفير لها في ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 بعد الإجماع على اختيار النجم السعودي سامي الجابر (37 عاماً) لهذه المهمة الشاقة التي تمثل حلماً للقطريين والعرب كافة بأن تقام كأس العالم في الشرق الأوسط وتحديداً في إحدى الدول العربية على مستوى المنتخبات الأولى، بعدما نظمت السعودية والإمارات ومصر البطولة ذاتها على صعيد منتخبات الشباب، وبات الجابر الذي دخل المجد من أوسع أبوابه كأول لاعب يشارك في أربعة مونديالات عالمية متوالية يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة تجاه إبراز الوجه المشرق للرياضة القطرية وحجم الإمكانات الفنية والتقنية والعناصرية العالية والمنشآت الرياضية الهائلة التي توجد في الدوحة وما جاورها من المدن القطرية. ويمتلك السفير السعودي فوق العادة في الرياضة والنوايا الحسنة سامي الجابر المولود في 11 كانون الاول (ديسمبر) 1972 تاريخاً رياضياً حافلاً مع فريقه الهلال والمنتخب السعودي، ودون اسمه في سجلات كأس العالم في أكثر من مناسبة شخصية، فعلاوة على مشاركته في أربع بطولات متوالية في الولاياتالمتحدة الأميركية (1994)، وفرنسا (1998)، وكوريا الجنوبية واليابان (2002)، وفي ألمانيا 2006، نال شرف الانضمام إلى قائمة عباقرة الكرة في العالم الذين سجلوا أهداف في نسختين عالميتين يفصل بينهما 12 عاماً وحل خامساً بعد البرازيلي بيليه والارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والألماني اوفه زيلر والدنماركي مايكل لاودروب، وكان الجابر أول لاعب سعودي وخليجي يحترف ولو لفترة وجيزة في انكلترا عندما لعب لمدة أربعة أشهر مع ولفرهامبتون، أحد أندية الدرجة الأولى في الدوري الإنكليزي. وحظي سفير النوايا الحسنة الذي اختارته الأممالمتحدة لهذه المهمة سامي الجابر بشهرة واسعة في مسيرته الرياضية الحافلة، وحقق الكثير من البطولات والإنجازات والألقاب الذهبية مع الهلال والمنتخبات الوطنية وحصل على ألقاب شخصية من الصعب أن يصل لتحقيقها أي لاعب سعودي آخر، إذ حصد لقب هداف الدوري الممتاز عام 1990 برصيد 16 هدفاً، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي بعد تحقيقه للقب هداف العرب لعام 1990، ونال لقب هداف مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1993 برصيد 19 هدفاً، واختير ضمن منتخب كأس العالم في المغرب في عام 1993، وأفضل لاعب في بطولة الأندية العربية العاشرة عام 1995، وهداف بطولة الأندية العربية العاشرة برصيد (7) أهداف عام 1995، وأفضل لاعب في بطولة كأس الكؤوس الآسيوية عام 1996 وأفضل لاعب في بطولة كأس السوبر الآسيوية عام 1997، وهداف بطولة كأس الخليج للأندية برصيد (5) أهداف عام 1998 وحقق المركز الثامن بين هدافي العالم لعام 1998، وأفضل لاعب آسيوي في شهر كانون الثاني (يناير) 1998، وأفضل لاعب آسيوي في شهر ديسمبر 1999، واختير من الفيفا ضمن أفضل 40 لاعباً في العالم، وحصل على المركز رقم 32 من بين نجوم العالم لعام 2000، وهداف بطولة النخبة في سورية 2001 ، وفاز بالكرة الذهبية كأفضل لاعب عربي لعام 2001. ويرى القطريون في سامي الجابر تجسيداً حقيقياً للموهبة الكروية التي تميزت بها الشرق الأوسط، ولذا كان مركز وحدة وقوة كرة القدم التي ستعتمد عليها في ملف المونديال، فيما عبر «السفير» السعودي الجابر عن سعادته الكبيرة بهذه الثقة الغالية وقال: «أنا سعيد لكوني أول سفير لملف قطر 2022، ومنذ أن كنت صغيراً وأنا أحلم برؤية كأس العالم تقام في منطقة الشرق الأوسط وآمل بأن يتحقق هذا الأمر من خلال الملف القطري، وهذا الملف ليس حلم أبناء قطر فقط، بل جميع سكان الشرق الأوسط الذين يتوقون لرؤية هذا الحدث العالمي الضخم يقام في المنطقة للمرة الأولى في التاريخ، وإذا كان الاتحاد الدولي الفيفا يريد فعلاً تطبيق شعاره من أجل اللعبة ومن أجل العالم فحري به أن يعطي الفرصة للمنطقة لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير والتظاهرة الرياضية العالمية».