سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. الشدي : مبادرة الملك عبدالله في مؤتمر حوار الأديان أعادت الاعتبار لفكرة الحوار والتكامل بديلاً عن فكرة الصراع في محاضرة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب
دشن سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الأستاذ هشام محيي الدين ناظر مساء أمس الأول الفعاليات السعودية المصاحبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي السعودي، ومجموعة من المثقفين والمهتمين، وذلك بمحاضرة للدكتور عادل بن علي الشدي أقيمت في قاعة القصر في نادي الحرس الجمهوري، حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. في بداية اللقاء، تحدث الأستاذ محمد العقيل، الملحق الثقافي بالقاهرة، حول أهمية معارض الكتاب في إبراز المكونات الثقافية للشعوب، وتحدث كذلك عن المساهمة الإيجابية النشطة للثقافة السعودية في هذه المعارض، خاصة معرض القاهرة للكتاب، والذي تشارك فيه المملكة بخمس وستين جهة حكومية وخاصة، موزعة على أربعة آلاف متر مربع، مما ضاعف العناوين المخصصة لعرض وبيع أحدث ما أخرجته المطابع السعودية من إصدارات جادة. ثم أشار إلى البرنامج الثقافي المنوع المصاحب للمشاركة السعودية بقوله: وها هو البرنامج الثقافي المصاحب للمشاركة السعودية ينقل النبض الحي لهذه الكتب، ويترجم بأمانة ودقة محتواها. وشكر في نهاية حديثة الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي على دعمه، ونائبه الدكتور علي العطية، وأشاد بدعم الأستاذ هشام محيي الدين ناظر. وبعد أن ألقى طالبان من نادي الطلبة السعودي بالقاهرة قصائد بهذه المناسبة، بدأت المحاضرة الرئيسية بتقديم الدكتور عبدالله بن سالم الزهراني، والذي أشار في مقدمته إلى انتشار الإسلام بالمحبة والتسامح، وأكد على أن التطرف الذي جاء من أديان وحركات لا دينية هو الذي يسيء للإسلام، وبعد أن انساق بعض قادة الدول وقادة الرأي وراء النظرة المسيئة للإسلام والتي تراه دين تطرف، جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بين أتباع الديانات والثقافات لترسخ التعايش مع الآخر عن طريق الحوار والانفتاح، والتأكيد على القواسم المشتركة بين أتباع الأديان دون التفريط بالركائز الرئيسية الإسلامية، والدخول في الحوار اللاهوتي العقيم. ثم تحدث الدكتور عادل بن علي الشدي عن أبعاد وآثار هذه المبادرة، مؤكدة على ستة محاور في حديثه: المنطلقات الأساسية للمبادرة، والأصول الشرعية لها، ثم التجارب السابقة في الحوار، وجوانب التميز في مبادرة خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى المراحل التي مرت بها، ثم الحديث عن أبرز نتائجها. وأشار الشدي إلى مشاكل العالم الناتجة عن العولمة، كالتفكك الأسري وانتشار الشذوذ الجنسي والمخدرات والخواء الروحي والإلحاد والظلم والقهر والاحتلال وانتشار حملات الكراهية والازدراء للأديان والأنبياء كباعث للمبادرة. وتحدث عن أنواع الحوارات السابقة التي جرت على مدى ستة عقود، والتي كانت حوارات:تقريبية تذويبية، أو دعائية تبشيرية، أو حوارات استعلائية إملائية، أو جدلية إفحامية، أو نقدية استفزازية، أو استعدائية تخويفية. أما عن جوانب التميز في مبادرة خادم الحرمين الشريفين، فقد اشار الى انها تميزت بالأصالة، والوضوح والتحديد، والرغبة الصادقة في خير البشرية، والتخطيط السليم، بالاضافة الى المكانة العالمية للملك عبدالله راعي المبادرة، والشمول والاستيعاب، والتعاون والتكامل، وحسن اختيار الجهة المنظمة للمبادرة والمتمثلة في رابطة العالم الإسلامي. وعن آثار المبادرة أشار الشدي في ختام حديثه إلى أنها أعادت الاعتبار لفكرة الحوار والتكامل بديلاً عن فكرة الصراع، وحشدت التأييد الدولي، كما أضعفت حجج المتطرفين في الغرب الذين يصفون المسلمين بالتطرف ورفض الحوار، كما وخففت الضغط على المسلمين بالغرب. وتقام ضمن الفعاليات الثقافية السعودية على هامش المعرض، صباح اليوم (الاثنين) أمسية شعرية للأستاذ عبدالله الزيد، بالإضافة إلى محاضرة حول المشهد الروائي المعاصر في السعودية، للدكتور سحمي الهاجري.