باتت الحاجة ماسة نحو تطوير أداء البيوت المحمية في ظل الطلب المتنامي للمستهلكين لمنتجات زراعية جيدة ولتقليل حجم الاستيراد الخارجي ووفق منظمي ورشة العمل بعنوان "الزراعة المحمية.. الوضع الراهن والرؤية المستقبلية" تحت شعار نحو أمن غذائي مائي، والمزمع تنظيمها في الفترة من 21-23 ربيع الثاني 1431ه الموافق 6-8 أبريل 2010م بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتر كونتننتال بالرياض برعاية وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، فان هذه الورشة تأتي تجسيدا لاهتمام وزارة الزراعة بترشيد استخدام المياه في الأغراض الزراعية واستخدام تقنيات الري الحديثة في البيوت المحمية التي تتيح الإنتاج المكثف وبكميات كبيرة للمحاصيل الزراعية وعلى مدار العام؛ وتحافظ في ذات الوقت على الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه، الأمر الذي جعل الزراعة المحمية تلقى نموا مستمرا منذ أن عملت الوزارة على إدخالها ضمن توجهها لنقل وتوطين التقنيات الزراعية الحديثة منذ أكثر من 40 عاما، حيث تزايدت المساحة المزروعة لمحاصيل الخضروات من خلال البيوت المحمية على مستوى المملكة في الفترة من عام 2003م إلى عام 2008م على سبيل المثال من 2182 هكتارا إلى 7713 هكتارا، بما يعادل أكثر من ثلاثة أمثال ونصف كما تزايد الإنتاج خلال نفس الفترة من 168,112 طن إلى 619,278 طن بما يعادل 3,7 مثلا، مما يظهر مدى الكفاءة الانتاجية لهذه النوعية من الزراعة وحاجة المملكة تأسيسا على ذلك إلى التوسع في استخدام تقنيات الزراعة المحمية وصولا إلى تحقيق الأمن الغذائي ونقل عن الدكتور عبد الله بن عبد الله العبيد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية ورئيس اللجنة المنظمة للورشة. وطبقا لبيان صحفي تلقت الرياض نسخة منه أنه انطلاقا من هذه الأهمية للزراعة المحمية فإن الورشة تستهدف مناقشة أفضل ما تم التوصل إليه علمياً في مجال هذه النوعية من الزراعة من حيث زيادة كفاءة الإنتاج الزراعي واستخدام التقنيات الحديثة وتوافر المقاومة الحيوية والحد من استخدام المبيدات الكيميائية في مقاومة الآفات، كما تستهدف الورشة أيضا بحث استخدام التقنيات الحديثة في الري بما يعمل على إيجاد زراعة مستدامة مع المحافظة على الموارد المائية، ومناقشة أفضل التصاميم للبيوت المحمية المناسبة لبيئة المملكة، ووضع رؤيا مستقبلية للزراعة المحمية في المملكة لإيجاد تنمية زراعية مستدامة من خلال أفكار وخبرات القطاع الخاص والباحثين المختصين. وتحقيقا لهذه الأهداف فإن المحاور الرئيسية للورشة قد حددت في 7 محاور هي أنواع البيوت المحمية ومدي ملاءمتها لظروف المملكة، تقنيات الري، التجارب الدولية، التجارب المحلية، المكافحة الحيوية والاستخدام الآمن، اقتصاديات الزراعة المحمية والتسويق، فضلا عن حلقة نقاش موسعة. هذا وسوف تطرح في إطار هذه المحاور مجموعة من البحوث التطبيقية وأوراق العمل التي أعدها عدد من الخبراء المتخصصين في موضوعات متميزة تتركز في مناقشة أحدث الطرق والمستجدات والتقنيات العلمية والتطبيقية ً في مجال الزراعة المحمية وسبل زيادة كفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية، ووسائل مطالب بمضاعفة إنتاج البيوت المحمية وتقنيات الري الحديثة الرامية للحفاظ على المياه، وتوجهات ونوعيات المبيدات التي توفر استهلاكا آمنا للمنتجات الزراعية المستخدمة فيها، وأفضل الطرق لتسويق المنتجات الزراعية التي تنتجها البيوت المحمية. وإلى جانب هذه الموضوعات فسوف تشتمل الورشة على زيارات ميدانية لبعض المزارع التي تطبق نظام الزراعة المحمية، كما سيصاحب الورشة معرضا تشارك فيه بعض المؤسسات والشركات الرائدة التي تطرح تجاربها ومنتجاتها من خلال الزراعة المحمية للتعريف بهذه التجارب والمنتجات ومستوى جودتها وفتح منافذ تسويقية لها. هذا وسوف يشارك في الورشة صناع القرار من المسؤولين في القطاع الزراعي وأصحاب ومسؤولي المؤسسات والشركات المتميزة في مجال الزراعة المحمية، ونخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء المتميزين من داخل وخارج المملكة في المجالات الزراعية وعلى وجه الخصوص في مجال الزراعة المحمية لطرح خبراتهم وتجاربهم في تصميم وتشغيل وإدارة البيوت المحمية والأساليب الفعالة لتسويق منتجاتها، وسبل مواجهة وحل كافة المعوقات التي تعترض المستثمرين في سبيل إقامة هذه النوعية من المشاريع والتوسع فيها. وسوف تسعى الورشة من خلال مشاركة وتجمع هذه النوعيات من الخبرات وطرح أفكارهم وخبراتهم ومناقشتها في جلسات الورشة، إلى التوصل إلى وضع رؤية مستقبلية للزراعة المحمية في المملكة لإيجاد تنمية زراعية مستدامة تحقق الأمن الغذائي وتحافظ على مورد المياه الحيوي للأجيال الحالية والمستقبلية وفي هذا الإطار واتساقاً مع التطورات المتلاحقة التي تشهدها زراعة البيوت المحمية في المملكة، وما حققته من نجاحات قياسية، حتى باتت صورة مشرقة لواحد من القطاعات الحيوية، قامت "مجموعة الرشيد للبيوت المحمية" بإنشاء أول منتدى زراعي خاص بالبيوت المحمية بالشرق الأوسط، حيث قام وزير الزراعة بتدشين موقع المنتدى خلال المعرض الزراعي السعودي الذي شهدته العاصمة الرياض، ليكون أول منتدى متخصص بالبيوت المحمية في الشرق الأوسط، ويضم مجموعة من المشرفين والمهندسين والمهنيين في جميع إرجاء الوطن العربي.