قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن داء السكري أرهق الخدمات الصحية بدول الخليج.وأكد انه أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات مشيراً إلى دراسة حديثة أجريت بمدينة الرياض اتضح أن 32% من المرضى المنومين بالمستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري أو لمشاكل صحية ذات علاقة به كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة. وبين الدكتور خوجة الذي كان يتحدث بمناسبة مشاركته في المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري والذي تستضيفه مدينة جدة خلال الفترة من 25-27 صفر الجاري أن داء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى العالم حيث بلغت نسبة انتشاره ما يقارب ال 5% من إجمالي سكان العالم وتزداد هذه النسبة كثيرا في بعض الدول خصوصاً الدول التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون والتي شهدت تطورا وازدهاراً في كافة المجالات وأخص هنا المجال الصحي، وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت على أساليب وأنماط المعيشة لما تحظى به المجتمعات الخليجية من رفاهية وما تبع ذلك من ظهور وتزايد لمعدلات الإصابة بالأمراض المزمنة ومنها الداء السكري.. هذا المرض الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعوامل خطورته والمتمثلة بالسمنة وقلة النشاط اليومي وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد، إضافة إلى العامل الوراثي الذي يلعب دورا هاما، وقد أفادت الإحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة في بعض دول مجلس التعاون انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني، فنسبة الإصابة قد تجاوزت 10% في العديد من دول المجلس هذا بالنسبة للإصابة بالداء السكري، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكر (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلاً) فقد تجاوزت نفس النسبة، وهذا يعني أن المجتمع مصاب أو سيصاب بالسكري بنسبة تزيد عن 20% وهذه النسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى. وزاد: "أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي، ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني. وأكّد الدكتور خوجة بأنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذا الوباء فإن أكثر من 333 مليون أو (6.3%) من السكان سيصابون بهذا المرض بحلول عام 2025م كل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية حيث وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيكون عدد المصابين بالمرض بنحو 370 مليون بحلول عام 2030م مما سيكلف ما بين 213 396 بليون دولار دولي بحلول عام 2025 م مما سيلتهم نحو 40% من الميزانيات الصحية للدول. وعليه فإن مرض السكري يعد من الأمراض الأكثر تكلفة سواء التكلفة المباشرة التي تقدر بنحو 6% من الميزانية الكلية في الدول المتقدمة اقتصاديا وتصل هذه التكاليف إلى 60 بليون دولار أمريكي في الولاياتالمتحدة، 16.94 بليون دولار في اليابان، 10.67 بليون دولار في ألمانيا وكذلك التكاليف غير المباشرة من جراء فقد عائل الأسرة والأشخاص المنتجين فيها والوقت المفقود وتأثير ذلك على الإنتاج.