أبدت الكثيرات من المعاقات حركياً من "ذوي الاحتياجات الخاصة" استياءهن من طرق التعامل معهن على جميع الجهات العلمية والعملية والحياتية، حيث وجدن أن هناك قصورا كبيرا في طرق التعامل معهن في المؤسسات التعليمية أو حتى في المؤسسات الاجتماعية، فلا يدرك الكثيرون احتياجاتهن التي تقوم عليها حياتهن بأسرها، وقد وجدن أن احتياجاتهن التعليمية أو ربما الوظيفية مهمشة وكأنها زائدة عن الحاجة، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل من أجل الإسهام في حل مشاكلهن التي تدور حول متطلباتهن العادية التي تتوفر لأي شخص آخر سليم يمارس حياته بشكل اعتيادي، إلا أن القليل لم يستطعن أن يحصلن عليه بسبب عدم وجود من يتفهم لوضعهن من صعوبة الحركة والتنقل والعيش بشكل طبيعي. جيهان الغامدي والحاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال عاشت الكثير من المعاناة في تعليميها الجامعي، حيث كانت الجامعة لاتوفر سبلاً تتيح التنقل الجيد باعتبارها طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما كانت تشح بالمنزلقات التي تسهل لطالبة المعاقة الحركة بكرسيها المتنقل لحضور المحاضرات، وفي حالة عدم تمكنها من الوصول إلى المحاضرة تتغيب عنها، وبالرغم من أن القصور كان من الجامعة التي لم تكن تولي اهتماما كبيرا في توفير سبل جيدة لتنقل المعاقين، تجد بأن هناك الكثير من الأساتذة في الجامعات من لا يتفهمون ذلك الوضع الخاص للمعاق، فتتم محاسبته عن الحضور والغياب كما الطالبة السليمة، وتلك مشكلة وقصور في بعض الأستاذة، إلا أن ذلك القصور لايقتصر على المؤسسات التعليمية، بل يوجد كذلك في المجتمع ومجالات العمل التي ترفض أن توظف معاقاً في وظيفة بسبب وضعه الصحي فقد تقدمت للكثير من البنوك والشركات بناء على تخصصها، إلا أنها لم تقبل بسبب وضعها الصحي مطالبة بإتاحة الفرصة لها من أجل الابتعاث بعد أن وجدت صعوبة في التوظيف. أما "تركية" فتعاني من الظروف المادية الصعبة التي تحيط بها والتي زودت من معانتها، فهي من ذوي الإحتياجات الخاصة وطالبة في كلية الآداب، وتحتاج للمواصلات بشكل يومي للوصول إلى الكلية، إلا أنها لاتستطيع الالتحاق بحافلة الكلية المجانية نظرا لعدم وجود من يساعدها في الصعود والنزول بكرسيها المتحرك، وحينما لجأت إلى سيارة خاصة لنقل الطالبات إلى الكلية طلب منها مبلغا يزيد عما يأخذه من الطالبات يصل إلى 1000 ريال، نظرا لأنها معاقة وتحتاج إلى وقت للصعود والنزول فتسبب تعطيل الوقت، حتى اضطرت إلى استخدام سيارة أجرة بأجر مقطوع يومي حتى تذهب للكلية وتحضر محاضراتها المنتظمة بشكل يومي، إلا أنها ترغب في أن توفر لها خادمة خاصة تكون برفقتها من أجل الصعود والنزول من خلال وسيلة المواصلات، ونظرا لوضعها المادي السيئ فإن أسرتها لاتستطيع توفير الخادمة لها، مطالبة الجهات المعنية والمتمثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية بأن يكون هناك تحرك سريع وجاد من أجل الوقوف على مشكلات المعاق، وذلك بتوفير مواصلات مهيأة وخاصة لوضع يتناسب مع كرسيه المتحرك، كذلك توفير خادمة تقوم الجهات المهتمة بدفع أجرها الشهري حتى تستطيع القيام بجميع متطلبات المعاق خاصة الطلاب ممن يرغبون الانتظام في التعليم، موضحة أن المكافأة التي تحصل عليها من الجامعة والتي تصل إلى 800 ريال لاتفي باحتياجاتها، حيث تصرف على علاجها الذي تتقاضاه. وتتفق معها "نعيمة"، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي استطاعت بإمكانياتها المادية الجيدة أن توفر لها سائقا خاصا يتيح لها التنقل، إلا أنها حينما تقدمت إلى مكتب الاستقدام من أجل التقديم على خادمة مرافقة لها تكون مسؤولة عن حركتها وتنقلها قوبلت برفض بحجة أنها غير موظفة، فوجدت صعوبة خاصة بأن السائق الخاص أصبح أيضا غير متواجد بشكل دائم، مما أضطرها إلى الخروج من المدرسة التي كانت تدرس بها على الرغم من أنها كانت تحصل على درجات جيدة جدا، فكانت تحب التعليم وتتمنى فيما لوسمح وضعها الصحي بإكمال تعليمها، مطالبة بأن يكون هناك وضع آلية جيدة تتيح للمعاق التنقل بشكل جيد من توفير المواصلات المؤهلة، إضافة إلى السماح لمن هم من ذوي الاحتياجات الخاصة بوجود خادمة خاصة مرافقة لهم، مشيرة إلى المجالات الضعيفة التعليمية سواء كانت على مستوى تخصصات أو دورات في الحاسب أو المهارات اليدوية وغير المؤهلة من أجل المعاقات، فكانت لها تجارب غير جيدة في محاولاتها الدائمة لتطوير نفسها عن طريق تلك الدورات، إلا أنها وجدت بأنها غير مؤهلة للمعاقات ففضلت البقاء في منزلها.