خلال السنوات الماضية شاع استخدام مصطلح إنترنت الأشياء (Internet of things) وظهرت لها تطبيقات عملية ملموسة في قطاعات مختلفة مثل التجارة والصناعة والطب وغيرها. ويرجع السبب في ذلك إلى التطورات الحاصلة في بنية الإنترنت وتصنيع الرقائق الإلكترونية وتقنية النانو وأيضا الاتصالات اللاسلكية والتقنيات المساندة لها. في هذه المقالة سنتعرف على مفهوم إنترنت الأشياء وتقنياتها المستخدمة ثم نذكر بعض تطبيقاتها الحالية، وأخيرا سنتكلم عن مستقبل هذه الثورة التقنية. ما هو إنترنت الأشياء؟ يشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى ثورة تقنية في عالم الحوسبة والاتصالات، حيث تندمج فيها شبكة الإنترنت مع الكائنات المحيطة من حولنا مثل الثلاجات والغسالات والسيارات والتلفزيونات وغيرها، وتعمل جنبا إلى جنب مع خدمات الشبكة العنكبوتية وتتفاعل معها. تقنيات إنترنت الأشياء من التقنيات التي تسهل عملية الاندماج هذه تقنيات عدة منها: تقنية التعريف بالتردد اللاسلكي ((Radio Frequency Identification أو ما يعرف اختصارا باسم RFID، وأجهزة الاستشعار (Sensors)، والهواتف الذكية (Smart Phones) والباركود (Barcode). وتساعد هذه التقنيات بجعل الأجسام التي تستخدمها أكثر ذكاء بحيث يمكن تتبع حالتها ومعرفة معلومات عنها لاسلكيا ورصدها في قواعد بيانات خاصة. تطبيقات إنترنت الأشياء قبل بضع سنوات مضت كنا نسمع عن وجود ثلاجة الإنترنت والتي تتصل بمحل البقالة حال انتهاء المواد الغذائية في الثلاجة لتطلب المزيد. أو تقوم باقتراح وصفة طهي جديدة وجدتها في الإنترنت بناء على المكونات الموجودة داخل الثلاجة. إلا أن هذه التطبيقات تطورت وأصبحت لها شركات تمولها أمثال شركة آي بي إم (IBM)، والتي تقدم مجموعة من حلول تكنولوجيا الاستشعار مع بطاقات التعريف الترددي (RFID) لتوسيم السلع والبضائع. ففي العام الماضي اتفقت أي بي إم مع شركة (Matiq) النرويجية للتغذية على استخدام أحد حلول الشركة المسماة (WebSphere RFID Information Center) من أجل تعقب وتتبع لحوم الدواجن ومنتجاتها من المزرعة سيرا بعملية تغليفها وحتى تصل إلى أرفف المتاجر. وذلك حتى تساعد الشركة على ضمان أن اللحوم والدجاج تصل في حالة مثلى إلى المستهلكين. أيضا تعمل شركة آي بي إم مع فولكس فاجن الألمانية (Volkswagen) لصناعة السيارات لإضافة تكنولوجيا الاستشعار لعملياتها. والهدف من ذلك هو تحسين العمليات اللوجستية لتوريد مواد السيارات من خلال استخدام تكنولوجيا الاستشعار. حيث سيتم تجهيز حاويات الشحن والتي تحمل قطع غيار السيارات لفولكس واجن ببطاقات التعريف الترددي. التقنية الأخرى التي لها باع طويل في حراك إنترنت الأشياء هي تقنية الباركود ونخصص منها الثنائية الأبعاد. فالتطورات التقنية الحاصلة في الهواتف الجوالة الذكية جعلت من تقنية الباركود الثنائية متاحة للجميع. ففي اليابان تنتشر أوسمة الباركود من نوع (QR code)، والتي أدرجت في كل شيء بدءاً من صندوق الوجبات السريعة وحتى علب الدواء. مستقبل إنترنت الأشياء يبقى السؤال القائم هو كيف سيكون مستقبل إنترنت الأشياء؟ بالنظر في التطورات الحاصلة في تقنيات الاتصالات والتوجه إلى استخدام التقنيات اللاسلكية وإمكانية الحصول على أرقام آي بي (IP) خاصة مع قرب صدور معيار (IPv6)، يمكن القول بأن الأعوام القليلة القادمة ستشهد استخدام أوسع لثورة إنترنت الأشياء. ولكن دائما ما ستواجه أي ثورة تقنية جديدة الكثير من العقبات وخاصة في تقبل الناس لها ومدى أمن هذه التقنية وعدم وجود تأثيرات صحية من استخدامها.