يمتلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رؤية تطويرية مبتكرة للنهوض بمدينة الرياض تخطيطا وإدارة وسلوكا حضاريا، ولعل ما تعيشه العاصمة الآن من تنمية شاملة مستدامة في جميع نواحي الحياة يؤكد هذا التوجه الذي خطه لنفسه سمو الأمير سلمان منذ أن تقلد إمارة المنطقة، بدعم ومعاونة صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض. ويأتي في إطار تلك الخطط التطويرية التي يرسخها سمو الأمير سلمان صدور أمره الكريم بتأسيس مركز الرياض للتنافسية، الذي من أهدافه ومهامه رفع مستوى تنافسية مدينة الرياض كمركز جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية، وتمكين العاصمة بما تمتلكه من إمكانات اقتصادية واستثمارية وقدرات تنافسية من تعزيز مكانتها على خريطة الاستثمار العالمية، وإيجاد الآليات المناسبة لإبراز الفرص الاستثمارية والمقومات الاقتصادية التي تزخر بها. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود إمارة منطقة الرياض المستمرة والجهات التابعة لها لتهيئة البيئة الاستثمارية الملائمة لاستقطاب شركات القطاع الخاص ورجال الاعمال والمستثمرين الراغبين في تأسيس مشروعاتهم الاستثمارية في مدينة الرياض، كذلك مواكبة للتطورات الاقتصادية التي تشهدها العواصم والمدن العالمية بسعيها المتواصل لتعزيز تواجدها على خارطة الاستثمار الدولي من خلال إبراز إمكاناتها الاقتصادية وقدراتها التنافسية والمزايا النسبية التي تتمتع بها. كما أن احتضان الرياض للدورة الثالثة من منتدى التنافسية الدولي الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ويستقطب أكثر من 100 متحدث عالمي، وهو ما يعني أن الرياض تدخل مرحلة جديدة في تاريخ التوطين الاستثماري، لتصبح محضنا كبيرا للاستثمارات المحلية والدولية. إن إسناد رئاسة اللجنة التنفيذية التي تتولى الإشراف على تأسيس المركز وتشغيله وإعداد اللوائح التنفيذية والتنظيمية له لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لسمو أمير منطقة الرياض سيعطي المركز قوة وحيوية والرأي المناسب بما يتوافق مع واقعنا، كون سموه ينتمي لجيل الشباب الذين يشكلون في مجتمعنا نسبة تزيد على 60% . ولا يفوتنا هنا أيضا الإشارة إلى الدور المنتظر من صاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عيّاف أمين منطقة الرياض عضو اللجنة التنفيذية التي تتولى الإشراف على تأسيس المركز وتشغيله وإعداد اللوائح التنفيذية والتنظيمية له، باعتباره صاحب خبرة عالمية وكبيرة في التخطيط العلمي المدروس والرؤى السليمة، مما يعني أن المركز سيشهد المزيد من النجاحات بفضل هذه الخبرة المتميزة في عالم الإدارة والتخطيط والجودة الشاملة. كذلك الإشادة بالمنهجية العلمية المتمثلة في رئيس مركز المشاريع والتخطيط بهيئة تطوير مدينة الرياض المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ عضو اللجنة التنفيذية للمركز الذي يملك من القدرة على حصد النجاح والتميز الكثير والكثير. إن تدشين مركز الرياض للتنافسية يعني إضافة لبنة جديدة في صرح مدينة الرياض الحضاري، تعزز به نهضتها الاقتصادية وتعاطيها مع التطورات الاقتصادية، في عصر العولمة والتنافسية العالمية، حتى تتبوأ مكانتها اللائقة لتصبح مدينة عصرية متطورة، وتكون في حركة بناء وتطور دائم وتجعل منها مركز استقطاب إقليمي ودولي للاستثمارات يتناسب مع دورها السياسي والثقافي والاجتماعي وبما تشهده من تطور ونهضة عمرانية واقتصادية شاملة.تمكنها من النمو المتواصل وضمان مستوى عالٍ من الرفاهية لسكانها. وتتبلور نظرة العديد من رجال الأعمال حول التنافسية في أنها تتمحور حول تعظيم الاستفادة ما أمكن من الميزات التي يوفرها الاقتصاد العالمي والتقليل من سلبياته، كونها تعطي الشركات في البلدان النامية وتلك الآخذة في النمو فرصة الخروج من محدودية السوق الصغير إلى رحابة السوق العالمي، لأن هذه البلدان أصبحت مجبرة على مواجهة هذا النظام، بصفته أبرز تحديات القرن الواحد والعشرين. ولا شك أنه بفضل الجهود الحثيثة من سمو الأمير سلمان، من سمو نائبه، ومن سمو أمين المنطقة، باتت مدينة الرياض تشهد حراكاً اقتصادياً كبيراً يمتاز بتنوع مجالاته، وضخامة استثماراته، وخصائصه الاستراتيجية، حيث يجري العمل حالياً –وفقا لتقارير الهيئة العامة للاستثمار- على تشييد مشاريع تنموية واقتصادية متنوعة باستثمارات تبلغ 300 مليار ريال، تتضمن مشاريع في البنى التحتية، والمؤسسات الخدمية، والتعليم العام، والتعليم العالي، والخدمات الطبية، والإسكان، فضلاً عن الفرص الاستثمارية المنبثقة من هذه المشاريع الإستراتيجية، وما سيتمخض عنها من مشاريع خاصة. إنني أتوجه بالتهنئة الخالصة لسمو أمير منطقة الرياض ولسمو نائبه وسمو أمين المنطقة لسعيهم المستمر لأن تكون العاصمة ذات مكانة اقتصادية مرموقة تجعل منها قاعدة مميزة لأنماط شتى من التطوير الاقتصادي والاستثمار، في ظل التوجهات السديدة لمقام حادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني وزير الداخلية –حفظهم الله-. *رئيس مجلس إدارة مجموعة الحكير للسياحة والتنمية