قدمت كوبا عرضاً للتنقيب عن الفرص الاستثمارية الطبيعية والبشرية واستغلال البيئة الاستثمارية الجديدة التي تحكم الفرص الآن في كوبا في ظل الانفتاح الذي تشهده ، وقال السيد فيرمين ماركوس نائب وزير الخارجية الكوبي ان أهم الموارد التي تعتمد عليها بلاده لانجاز مشروعها التنموي في ظل المتغيرات التي تشهدها هي الموارد البشرية مشيرا أن هناك نحو مليون من خريجي الجامعات المتميزين في مختلف التخصصات وبالأخص الكادر الطبي حيث يوجد نحو 71 ألف طبيب بالإضافة إلى 21 ألف طبيب كوبي يعملون في فنزويلا. وقال في حديث موجه لرجال المال والأعمال حضره نائب رئيس الغرفة التجارية في الرياض المهندس سعد المعجل بحضور سفراء كل من كوبا والبرازيل وفنزويلا والمكسيك إن كوبا قد بدأت بناء روابط خارجية متينة مع عدد من دول أمريكا اللاتينية ودول أخرى خارجها مثل الصين وليبيا والجزائر وقطر تقوم على ترجمة هذه الميزة في الكادر البشري إلى مشاريع مشتركة داعياً رجال الأعمال السعوديين إلى الالتحاق بهذه المشاريع عبر شراكات معهم. واستشهد المسؤول الكوبي بعدة مشروعات سياحية وفندقية تقيمها قطر بالتعاون مع جهات كوبية ومشاريع في الجزائر ونماذج أخرى ناجحة في دول أخرى داعيا السعوديين بقوله - نحن في انتظاركم ونعلم ان المملكة تعتبر من المفاتيح المهمة في الاستثمارات المتجهة إلى هذه المنطقة ومنها إلى الدول الأخرى. واشتكى المسؤول الكوبي من التأثيرات السالبة للمقاطعة الأمريكية على بلاده لكنه أشار الى انهم ليسوا معزولين عن بقية العالم ولديهم ممثليات في 109 دول كما توجد في كوبا نحو127 سفارة من دول العالم. وتحدث عن التطور الكبير الذي يشهده القطاع الطبي والصيدلاني في بلاده قائلاً إن الأطفال بجري تطعيمهم ضد 13 مرضاً وان احد عشر عقاراً منها ينتج داخلياً. وقال إن كوبا مرت بفترة عصيبة خلال السنوات 1990 – 1995 حيث اكتشفوا أنهم فقدوا 89% من تجارتهم الخارجية بعد أن كانوا جزءاً من فضاء الاتحاد السوفيتي السابق لكنهم تمكنوا من اجتياز تلك الفترة العصيبة عبر وحدة الشعب خلف القيادة التي أنقذت البلاد من شبح الجوع وقال إن اكبر واهم قرار اتخذوه يتمثل في فتح البلاد على الاستثمار الخارجي وأنهم ماضون الآن في طريقهم لتحسس الشراكات المفيدة مع كل دول العالم وفي هذا الإطار أعاد التأكيد بأنهم في انتظار السعوديين بسوق مفتوحة وموارد بشرية واستثمارية واعدة. وقال إن الأزمة المالية العالمية شكلت ضغطا على كوبا بالإضافة إلى ضغوط المقاطعة الأمريكية القاسية كما ان كوبا قد شهدت ثلاث كوارث طبيعية خلال شهر واحد مشيراً إلى ان عليهم بذل جهود مضاعفة لتنشيط الاستثمار الزراعي لان الغذاء يمثل الآن اكبر فاتورة لوارداتهم. وأضاف ان جميع مدخلات ومركبات النقل والمواصلات كانت تستورد من الاتحاد السوفيتي وهذا القطاع يواجه تحديات كبيرة ويمكن ان تشكل مجالاً جيداً للاستثمار مشيرا بان كوبا استقبلت خلال العام 2009م نحو 2.5 مليون سائح معظمهم جاءوا من كندا وأوربا وأمريكا اللاتينية ونتوقع في السنوات القادمة مزيداً من السياح اذا تحسنت الخدمات الفندقية والإيوائية كما ان الطاقة النفطية والكهربائية وخدمات المقاولات والخدمات الصحية والتعليمية تشكل أولويات استثمارية جاذبة عبر العلاقات الوطيدة مع فنزويلا والصين وروسيا واسبانيا والبرازيل وكندا بالاضافه إلى علاقات متنامية مع إقليمي الشرق الأوسط وأفريقيا. ورحب م. المعجل برغبة كوبا في الشراكة ورحب بالسفراء الحاضرين وقال- نعلم ان كوبا تمثل بوابة هامة لدول امريكا اللاتينية ونحن متفائلون بالمتغيرات التي تتم بوتيرة متسارعة حول العالم ونتابع ما يحدث من تطور على صعيد العلاقات الأمريكية الكوبية ونأمل ان تجد هذه المؤشرات مزيداً من الدفع والتشجيع من جانب كوبا لتأخذ فرصتها في النمو والتطور في هذه الشراكة العالمية المتعاظمة . وقال ان الموارد البشرية تدخل ضمن أولويات واهتمامات المملكة وسنعمل على دراسة الموارد المتاحة من جانب كوبا في هذا المجال مشيراً إلى أن للملكة نحو 90الف طالب يدرسون في الخارج، وقد شهد اللقاء مداخلات من السفراء الحاضرين ومن الجانب السعودي ختمها المسؤول الكوبي بتأكيد الدعوة إلى زيارة بلاده لاكتشاف الفرص عن كثب.