صفقة شراء قنوات art الرياضية من المستحوذ الجديد وهي شبكة قنوات الجزيرة بمبلغ يفوق 2 مليار دولار، وضعت أسئلة كثيرة حول قدرة ومهارة شبكة تلفزيون العرب بشراء حقوق الدوري السعودي وبيعة بأغلى الأثمان مع بطولات أخرى أيضا شملتها صفقة الشراء "دوري كأس أفريقيا، كأس العالم.. وغيرها"، السؤال المطروح هنا هل الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يعرف القيمة الحقيقية المستحقة للدوري السعودي؟ هل صيغة طرح "المزايدة" كانت غير دقيقة وكافية بحيث منح "حصرية" كاملة لناقل واحد وسيطر على كل شيء؟ وأيضا السؤال الأهم لماذا "مدد" عقد Art لسنتين جديدتين بعد الثلاث المنتهية بدون "مزايدة" جديدة؟ أسئلة كثيرة مطروحة وعقد Art ينتهي بنهاية موسم 2011، وهو "رسميا" لا زال حصريا لقنوات شبكة Art ولكن الواقع يقول شيئا آخر، فشبكة قنوات الجزيرة اشترت قنوات Art عدا قناة رقم 7 والتي خصصت للدوري السعودي، وكأن art باعت منزلا كاملا عدا "غرفة" داخل المنزل يتبع لها. ولن أدخل بتفاصيل عن صفقة الشراء والبيع بين القناتين فهي عملية تجارية بحتة. ولكن كان هناك "غياب" تام للاتحاد السعودي وأيضا وزارة المالية التي يفترض أن يكون لها دور مهم في تدخلها باعتبار أي حقوق حصرية تتبع الدولة كما هو "الدوري وكرة القدم وغيرها" أن يكون لها ذراع وتدخل وملكية كما يملك صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية بسابك والاتصالات والبنوك وغيرها، لماذا غابت وزارة المالية هنا؟! الأمر الآخر المهم هو أسلوب عرض الحصرية لنقل الدوري السعودي، لماذا طرحت بطريقة "فائز واحد" أي شبكة تلفزيونية واحدة؟ لماذا لم يطرح أسلوب البيع العام لا الحصري كما حدث بقطاع الاتصالات ببيع عدة رخص، أي أن يباع الدوري السعودي مثلا بين شركتين أو ثلاث، واحدة للدوري أو الكأس ،أي الصيغ فهي عديدة, وأن يمنح لقنوات الجزيرة أو القنوات السعودية أو أوربيت أو شو تايم وغيرها، وأن لا يكون حصريا لشركة واحدة، وأن يكون المشتركون يفاضلون بينها لمن يقدم خدمة أفضل، ويجب أن يكون العقد 5 سنوات على الأقل فلن يستثمر أحد من الناقلين في دوري لمدة سنتين أو ثلاث للتكلفة العالية، وحين يباع الدوري السعودي للخارج يجب أن يباع لكل دولة وناقلها لا حصريا من خلال قناة واحدة، فناقل قطر غير الكويت غير مصر وهكذا هذا في حال وجود مشترين له كما يحدث بالدوري الإنجليزي أو الإيطالي، الاتحاد السعودي ووزارة المالية تفقد مبالغ ضخمة في أسلوب طرح المزايدة بالأسلوب الحالي لأنها لم تحصل على أي ريال واحد من بيع قنوات Art للمسابقات السعودية الرياضية لقنوات الجزيرة "عمليا" رغم بقاء قناة 7، فماذا حصلت وزارة المالية أو الاتحاد السعودي؟ لا شيء مثلا لماذا لم يطرح الاتحاد السعودي ضمن شروطه عدم أحقية بيع "الناقل الحصري" لأي شبكة أخرى إلا بموافقته وان وافق فله دخل من ذلك وغيره من التفاصيل؟ في الجانب الآخر بقي على عقد Art "الرسمي" هذه السنة والسنة القادمة، فلماذا لا تطرح المزايدة من الآن؟ خاصة أن النقل الرياضي للمسابقات يحتاج استعدادات واستثمارا كبيرين ويبدأ الاتحاد السعودي ووزارة المالية أيضا بصياغة العقد الجديد والذي أجزم كثيرا أن قيمة المسابقات السعودية تتجاوز المليارات متى استثمرت بطريقة احترافية ومن متخصصين وصياغة عقود محكمة "لا يخر الماء منها" يمكن من خلاله استفادة الدولة والاتحاد السعودي والأندية والجمهور وأيضا تطوير الإعلام الرياضي بصورة مذهلة؟